للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه استقر الشريف بكتمر -الذي كان والى القاهرة- نائبًا بالبحيرة فأَقام بتروجه، وكوتب بملك الأُمراء، وهو أَول من كوتب بذلك ممَّنْ ولى نيابة البحيرة.

وفيها ولى طشتمر الدويدار نيابةَ صفد في رجب منها بعد أَن أُخرج من الاسكندرية إلى دمياط قبل ذلك، فاستمر إلى رمضان سنة أَربع وثمانين [وسبعمائة]، فاستعنى وطلب الإقامة ببيت المقدس بطالًا، فنقل إليها.

* * *

وفيها قُتل بركة بسجن الاسكندرية: أَمر بقتله نائبُها بمقتضى مرسومٍ جاءه من (١) القاهرة، وقيل إنه كان شاع عن ابن عرام أَنه باطَن بدر بن سلام: فقدم القاهرة ليتنصل من ذلك ومعه هدايا وتقادم، فقبلها منه الأمراءُ وقبلوا عذره وخُلع عليه واستمر نائبًا، فواطأَه برقوق على قتل بركة سرًّا، فلما رجع دس إليه من قتله وأَشاع أَنه وجده ميتا، فلما بلغ ذلك إخوته تنمروا وأرادوا القيام على برقوق فأَنكر أَن يكون أَمر بقتله، وأَرسل إلى ابن عرام فأُحضر في خامس عشري شهر رجب فقبض عليه يونس الدويدار، وأُحيط، على حواصله وأملاكه، ووُكِّل بأَسبابه.

ولما توجّه يونس كشَف أَمْرَ بركة فوجده مدفونًا فى المكان الذي قُتل فيه فنبش عنه فوجده مدفونا (٢) بأَثيابه من غير غسل ولا صلاة عليه، ووُجد في جسده ضربات: إحداهُن في رأسه، فغسله وكفّنه وصلى عليه ودفنه في تربةٍ بناها له، وأَرسل ابنَ عرام في البحر الملح ثم في النيل خشيةً من عرب بدر بن سلام أَن يخلصوه، فأُودع أَول ما قدم في خزانة شمائل، ثم أُمِر بتسميره وسُلِّم للوالى فقرره على أَمواله، ثم شنّع (٣) عليه الأُمراء فأَمر برقوق به فضُرب بالمقارع ونودى عليه: "هذا جزاءُ من يقتل الأُمراء بغير إذن"، فيقال إنه أَخرج ورقة من جيبه وقال: "هذا خط الأُمراء في الإذن بذلك". فلم يُلتفت إليه، ثم سُمِّر وأُنزل به، وضربه مماليك بركة بالسيوف. وعلقوا رأسه على باب زويلة.


(١) "من القاهرة" غير واردة في.
(٢) "قد دفن بثيابه" في ز، هـ.
(٣) "شفع عليه" في ز.