للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى المحرم أيضا سعى الشهاب بن خضر الدمشقي الحنفى فى تدريس الركنية عند الهمام ابن القوام -قاضي الحنفية يومئذ- فقرره عوضا عن القاضي صدر الدين بن منصور وحكم بفسقه تهورًا، فقام عليه حنفية دمشق ورفعوا الأَمر للنائب وأَثنوا على القاضي صدر الدين، فرسم بعقد مجلس فَعُقِد وانفصل الأَمر على إبطال حكم الهمام، وأُعيد صدر الدين إلى وظيفته. وكانت هذه الفعلة من عجائب تهور الهمام.

* * *

وفى أَوائل السنة مات خطيب إخميم وكان مشهورًا بكترة المال. فأَرسل بركة محمدَ بن الدمرداشى للحوطة على موجوده مع أَنه خلّف عدة أَولاد وأَقارب. ففتك الدمرداشي في حاشية المخطيب فتكًا عظيما، فاتفق مَسْكُ بركة. فأَمر برقوق بإحضار ابن الدمرداشي فضربه ضربًا شديدا وأْهين وصودر ونفي.

وفيها استقر صدر الدين بديع بن نفيس الطبيب التبريزي ثم البغدادى نزيلُ القاهرة شريكًا لعلاء الدين بن صغير في رئاسة الطب بالقاهرة بعناية برقوق، وكان نفيس يهوديا فأَسلم، وهو عم فتح بن مستعصم بن نفيس الذى ولى كتابة السرّ في آخر دولة برقوق، وارتغم غالب الناس لابن صغير لتقدّمه في صناعته وحُسن معاشرته (١) للناس وتودّده لهم، حتى عمل الشيخ بدر الدين بن الصاحب:

قالوا بديعٌ غدا شريكًا … لابن صغير ودى تعاسَهْ

قلت شريك بنصف جُعْل … ولم يشاركْهُ في الرياسة

وعمل ابن العطّار:

قالوا بديع غدا شريكا … لابن صغير وشال راسَهْ

قلت: قبيح على بديع … أين هاذاك والرياسَهْ

* * *

وفيها قُبض على التاج الملكى وضُرب ثم خُلع عليه بالاستمرار ثم استعفى من الوزارة ولبس بالفقيرى ولازم جامع عمرو بن العاص. ثم أُمْسك في سابع عشرى شهر ربيع الآخر وسُلِّم


(١) في هـ "مباشرته".