للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَقامت بالقرب من الوطاق، فجاء ابن سلام من غير الجهة التي ذكرها ابن عرام، فلم يجدوا بالوطاق إلا القليل، فقاتلهم فهزمهم، وفتك العرب فيهم ونهبوا ما بالوطاق. ثم خشى ابن سلام من رجوع العسكر فتوجّه على حمية، وتخلّف بعض النهابة، فدهمهم علان بمن معه، فدارت الحرب بينهم وكسروه مرتين ثم كسرهم فى الثالثة، وأسر (١) بني بدران وأَمعن في القتل.

وأما أيتمش فإنه استقر في البرية فلم يجد أحدا فرجع بمن معه، فالتقى ببدر بن سلام راجعًا من الوطاق فهرب، فتبعه جماعة منهم فلم يدركوه، ولكن قتلوا من جماعته خلقا كثيرًا منهم ولدُ بدر.

وراح في هذه الوقعة الطائع بالعاصى،، وخربت تروجة خرابًا شديدا وكذا غالب ما حولها وانتُهِبَتْ أموالها.

* * *

وفيها كائنة بيدمر نائب دمشق، أَرسل برقوق بإمساكه فامتنع لأَنه لم يَرِد بذلك كتاب، وأَلبس مماليكه فحاربه الحاجب فانهزم ونُهبت داره وقُيِّد وسُجن، وقُتل في تلك المعركة نحو عشرين نفسا، ثم قُبض على أُمراء اتهموا بمالأَة بيدمر.

* * *

وفيها استقر قرط بنُ عمير كاشف البحيرة فاستخدم جندًا من التركمان والعرب، وتوجه فأَوقع بالعرب وجرت له معهم حروب كثيرة وذلك في شوال، فاتفق أَنْ شاع أَن قرط بن عمير قُتل، واتفق حضور خضر (٢) بن موسى من عربان البحيرة، فأُمر بضربه بالمقارع؛ ثم حضر حسين بن قرط فأَخبر أَن أَباه في عافية وأَن سلاحه نفذ، فخُلع على حسين وأُمِدَّ أَبوه بالسلاح وجُرِّدت العساكر تقدمهم ستة أُمراء، فوقعت لهم وقعات كثيرة في شوال منها (٣).

وفي جمادى الآخرة توقف النيل وانهبط في سادس عشر توت، فوقع الغلاء فأُعيد جمال الدين إلى حسبة القاهرة، واستقر شرفُ الدين بن عرب -سبطُ بهاء الدين بن المفسر- محتسبًا بمصر.


(١) عبارة "وأسر بنى … .... فلم يجد أحدا" مطموسة بورق لاصق وضع لاصلاح القطع في مخطوطة ز.
(٢) "خضر" ساقطة من ز.
(٣) أي من هذه السنة ٧٨٢ هـ.