للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيت المال بدمشق، وكان يلقِّن القرآن بالتجمع الأَموى. وله كيران الفقاع يلزّ بها. وكان يشترى مملوكا بعد مملوك فيعلِّمه القرآن والكتابة ثم يبيعهم فيربح فيهم كثيرًا. فاتّفق أَنه قدّم منهم واحدًا لبرقوق فوقع منه موقعا حسنًا فسعى فولّاه وكالة بيت المال عوضا عن النجم السنجاري.

* * *

وفيها كثر شر عرب البحيرة وكبيرهم بدر بن سلام فجرد لهم يرفوق - في جمادى الأولى العسكر، فيهم: أَحمد بن يلبغا ومامور وأيتمش والجوبانى، فوصلوا إلى قرب ترّوجة في جمادى الأُولى. فوقعت بينهم وقعة قتل فيها من العرب أَكثر من أَلف وانهزموا، وكان بلغهم أَن بدر بن سلام عزم على أَن يكبسهم فأَخلوا له الخيام وكمنوا قريبا منها؛ فكبس بدرٌ الوطاق فلم يجد فيه أَحدًا فاشتغل أَصحابه بالنهب. فدهمهم الترك.

ثم سعى بدر بن سلام في الصلح وأَن يتدرَّك بعمارة ما خرب من البلاد ويتدرّك يتعويض ما نهبه العرب، وقام معه ابن عرام في ذلك، فتوجّه إليه بهادر المنجكي ومعه الأَمان وقرئ على المنبر بدمنهور، فأذعن بدر إلى الطاعة ولبس الخلعة ونودى بالأَمان.

وترافق بهادر مع بدر فحضر صحبته إلى قرب القاهرة، وقدم بعد أَن لبس خلعة السلطان ورجع إلى بلاده.

وكان (١) شماع أَن صلاح الدين بن عرام -نائب الاسكندرية- تواطأَ مع بدر بن سلام على صنيعه: فلما التقاه ابنُ عرام قال له أيتمش -كبيرُ الأُمراء- إن الجاسوس أَخبره أَن بدر ابن سلام عزم على كبس العسكر، فأَنكر ذلك ابن عرام وقال إن ابن سلام لا يتجاسر على ذلك، ثم أَشار عليه بالاحتراز.

فاتفق رأْى الأُمراء على أَن تركوا الوطاق وافترقوا فرقتين: فرقة فيها (٢) أيتمش توجهت إلى الناحية التي أخبرهم ابنُ عرام أَن ابن سلام يأتى منها؛ وفرقة -وفيها علّان الشعباني-


(١) وردت هذه العبارة في ز، هـ بالصورة التالية "وقيل إن ابن عرام تواطأ مع بدر بن سلام فلما التقاه ابن عرام ..... " ثم بقية الجملة كما في المتن.
(٢) في ز "منها مع".