للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وآل الأمرُ إلى أن صُرف خليل عن الوزارة، وتكلم ناظرُ الجيش في ذلك إلى أن يصل كريم الدين من جدة، وأَقام ناظر الدولة يَتَصرّف ويراجعه، واستمر الحال إلى أن قدم كَرِيمُ الدين.

واستهلّ شوال يوم الأربعاء فَلَبِس السلطان الأبيض وذلك قبل العادة القديمة بأسبوعين، فإنّ العادة جرت أن يكون ذلك في ثامن بَشَنْس، فوقع هذا في الثالث والعشرين من بَرمُودَة.

* * *

وفي ليلة السبت ثاني ذي القعدة ولد على بن محمد بن كاتبه، أنشأه الله صالحًا في دينه ودنياه، وأمطرت [السماء] في صبيحة هذا اليوم بعد طلوع الشمس واستمرّتْ طول النهار أحيانا، وذلك في رابع عِشْرِى بشنس، وكان تقدَّم ذلك سموم حارة في معظم النهار في الجمعة التي قبلها وفى اللّيَل، وأضرُّ ذلك بكثير من الخضروات.

وفيه نودى بمنع ضرب أوانى الفضة وآلاتها، وشُدّد على من يحمل الدراهم المضروبة إلى الحجاز، لأنّ التجار يستفيدون منها لرغبة الهنود فى الفضّة، فلذلك قلَّت بأيدى الناس ..

وفيه استقرّ شمس الدين الصفدى فى قضاء الحنفية بدمشق على مال يحمله، وكان قدم القاهرة ليخفف عنه فزيد عليه.

* * *

وفي ليلة السبت خامس عشرى الشهر هبّ هواء بارد بحيث عاود الناسُ لِبْس الصوف وخصوصًا في الليل وفى أوائل النهار، وذلك عند انفصال فصل الرّبيع ودخول فصلْ الصّيف.

* * *

واستهلّ شهر ذي الحجة بالسبت وكنّا تراءيناه فَتَعَسَّرت رُؤيته، ثم ثبت في اليوم الثاني.

وفى يوم الخميس سادس ذى الحجة نودى على البحر، وكانت القاعدة ستة أذرع وستة عشر إصبعًا.

وفيها وصل حمزة بن على باك بن ذُلْغادِر، فوقف بين يدى السلطان فقُبض عليه وسُجِن.