للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها، وأرسل عسكرًا مع ولده ابراهيم يتبع اسكندر، فدخل اسكندر بلاد صاحب مصر واستأذنه في الإقامة بها، وجاءت رُسُله، فأجابه الأشرف [بَرْسْباي] لذلك، وأرسل إليه هدية، وآثره بجملة من المال.

* * *

وورد كتاب نائب مَلَطْيَة يخبر فيه بإمساك جاني بك الصوفى، وتاريخه ثامن عشر شهر ربيع الأول، ثم أحْضِرَتْ رأس عثمان بك قَرَايُلُك وولده وعُلّقَتَا بباب زويلة، وكان وقع بينه وبين قوم آخرين من التركمان حرب فسقط عن فرسه في المعركة فلم يَشْعر به إلّا بعد يومين فعُرِف، وكوتب السلطان فأمر بإحضار رأسه، وشَرَح نائبُ ملطية أمورًا، فأرْسِلت إليه هدية، وأمّر.

ووصل قاصد من "ذُلْغَادِر" يخبر بإمساك جاني بك. ووصل جمال الدين يوسف بن عبد الله الكَرَكي قريب ابن الكُويْز الذي كان ولي كتابة السر بعد موته (١) قَدْر نصف سنة ختام سنةِ ستٍ وعشرين وأوائل سنة سبع وعشرين، ثم صُرِف، ثم أعيد مدة فوصل مطلوبًا في أول يوم من شهر ربيع الآخر فَتوعَك واستمر إلى أن خُلع عليه السبت سادس جمادى الأولى بكتابة سرّ الشام، وصُرِف عن نظر الجيش فاستقر فيه بهاء الدين بن حجّى، وكان وليها مدّةً قبل هذه.

* * *

وفي أواخر شهر ربيع الآخر غلا سعر القمح فتزايد، وقَلَّ الخبزُ من الحوانيت فضجَّتِ العامَّة فأمَر السلطان بفتح الشون والبيع منها فمشى الحال قليلا، وتزايد السعر إلى أن بلغ القمح أربعمائة، والفولُ مائتين، والشعير مائةً وسبعين، وسكن الحال بوجود ذلك، وبيع الرغيف الذى زنته نصف رطل بدرهم، ونصفُ قنطار من الدقيق -ويسمى عندهم بطة- بثمانية وعشرة، وهذا كله والريّ قد شمل الأرض قبليها وبحريها، فكيف لو كان فيه تقصير!! اللهم (٢) الطف بعبادك يارب العالمين.

وفيها قبض على جانبك (٣) الصوفى، وقد تقدّم ذكر ظهوره في السنة الماضية فأتفق أنه توجه هو وقَرْمش الأعور وابنُ سَلَامُشْ وابن قُطْلُبَك إلى محمد بن قَرَايَلُك فقواهم فنازلوا قلعة


(١) أي بعد موت ابن الكويز.
(٢) العبارة من هنا حتى آخر الجملة ساقطة من نسخة "ز".
(٣) يرد رسم هذا الاسم هنا على صورتين، إحداهما "جاني بك" والأخرى "جانبك" والرسم الأخير هو الغالب في ثنايا الكتاب.