للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمر بن السّفاح، لأن كاتب السر ابن السفاح بحلب كتبَ يحذّر من غائلة قرقماس، فراسل يطلب الحضور، وصادف توجّه النّجاب بطلبه فسبق قاصدُه فعرف السلطان براءته مما رُمى به، وأذن له فى المجيء، وضيق على ابن السفاح وعزله من كتابة السرّ، وأمره بالقدوم ثم شُفِعَ فيه أن يستمر بطّالًا. وتوجه شرف الدين، واتفق قدوم قرقماس على الهجن في أربعة عشر يوما في سادس ربيع الأول، فلما قدم أكرمه.

وفي صبيحة وصوله خُلعٍ عليه أمير سلاح عوض جقمق، وخلع على إينال الجكمي الأمير الكبير بنيابة حلب، وعُيِّن جقمق -الذي كان أمير سلاح- فى وظيفته وعوتب قرقماس بأنه راسل جانى بك الصوفى فتنصّل، وكان ما سيأتى.

ثم سافر إينال الجكمي وشرف الدين [أبو بكر بن سليمان] (١) في الرابع عشر من شهر ربيع الأول إلى مدينة حلب، وخُلع على جقمق بما كان الجكمى فيه قبل ذلك، وخلع عليه أيضا بنظر المارستان فى السادس عشر منه.

والعجب أنه (٢) بعد ثلاث سنين ولى السلطنة فى هذا الشهر وحضر المولد السلطاني في الثالث عشر منه، وجلس رأسَ الميمنة، وجلس قرقماس رأس الميسرة، ثم جاء ولد السلطان فجلس فوقه، وكان السرور طافحا على وجه جقمق، وقرقماس مكتئب.

* * *

وفي حادى عشر ربيع الآخر وصل الخبر بموت قَصْروه نائب الشام فقُرر مكانه إينال الجكمى الذى توجّه قريبا إلى حلب، وتوجه القاصد إليه بنقله من حلب إلى دمشق، وقُرّر تغْرِى بَرْمُش أمير آخور التركماني نائبا بحلب، فسار في أول الشهر إلى جهة حلب، وخرج في تجمل زائد، وقرر عوضه جانم -أخو السلطان الأشرف من أمه- أمير آخور. وخلع عليه في سابع جمادى الأولى أيضا وأمّرَ تَغْرى بَرْدى المؤذى تقدمة.

وورد كتاب صاحب حصن كيفا يخبر فيه بمنازلة شاه رخ تبريز، وإذعان اسكندر بن قرايوسف له، ثم ظهر أن اسكندر انكسر ودخل شاه رخ تبريز، ونزل من قراباغ (٣) ليُشَتّى


(١) اضيف ما بين الحاصرتين لزيادة التعريف به، انظر السخاوى شرحه.
(٢) الضمير هنا عائد على السلطان جقمق.
(٣) في الأصل "باغ" والمثبت هنا من هامش هـ، وتفسير هذه الكلمة المركبة هو أن "قرا" يعنى بها "الأسود، و "باغ" ويقصد بها البستان وقد جاء في معجم ياقوت قوله: "وقد يقال لها باغ".