للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهبت ريح شديدة وقْت العصر من اليوم الماضى حتى انتصف النهار ثم انجلت عن قرب.

وفيه استقر ..... في كشف الوجه القبلى وصُرف كريم الدين ودخل القاهرة.

وفي آخر يوم من رمضان خَطَبْتُ بجامع عمرو بن العاص، قايَضْت الشيخ شمس الدين محمد بن يحيى بما كان معى من خطابة الجامع الأَزهر بما معه من نصف خطابة جامع عمرو.

وكان أَكثر الفاكهة في هذه السنة غير ناجب (١) بسبب كثرة الماء وتعقده في البساتين، ثم تأَخَّر المطر في الشتاء كلّه فكان الورد قليلًا وكذا المشمش والليمون، حتى بيعت الليمونُة الواحدةُ بنصف درهم.

وأَمطرت في عشاء يوم الجمعة سابع شوال قبيل المغرب مطرًا خفيفًا ووافق ذلك الحادي (٢) عشر من بشنس، والشمس يومئذ في أواخر برج الثور، وأَمطرت يوم السبت بعد أن هبت ريحٌ عاصفٌ بترابٍ ثم انجلت، واستمر البرد في طرف النهار شديدًا بنحو ما كان فصل الشتاء أَو دونه يسيرًا، ولكن فى وسط النهار وفي جوف الليل يقع فيهما بعض الحر، وتأَخَّر لِبْسُ الصوف إلى يوم الجمعة سابع شوال المذكور فتأَخَّر عن العام الماضي نحوًا من عشرين يومًا، وزاد النيل فى غير أوانه فى أول العشر الثالث من بشنس فعجل بنحو عشرين يومًا وغرقت بعض الأَمتعة.

وفي الثامن عشر من شوال طيف بالمحمل وخرج الحاجّ إلى بركة الجب، وأَميرهم تَمرْباي الدويدار الثاني وأمير الأَول المحتسب صلاح الدين بن الصاحب بدر الدين ابن نصر الله، ورحلوا من البركة في الحادي والعشرين منه.

وفى أواخر بشنس من الأَشهر القبطية زاد النيل قبل أوان عادته زيادة عظيمة وغرق غالب ما زرع من المقاتي والبطيخ والسمسم وغيره في الجزائر، وفسد للناس شئ كثير من


(١) في هامش هـ بخط البقاعي: "صوابه نجيب أو منجب".
(٢) يتفق هذان التاريخان مع ما هو وارد فى التوفيقات الإلهامية، ص ٤١٩، ويوافقهما السادس من مايو سنة ١٤٣٥.