للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن قليج بن كيكلدى]، وأجاز له جماعة تفرّد بالرّواية عنهم، لكني لا أَعلم أَنه حَدّث عنهم بشيءٍ غير جزء أو جزين، ثم ظهر أنه لم يمت إذ ذاك، فذكر لى ابن فهد أَنه توجّه إليه ابنُ (١) فهدٍ وغيره من الرحالة في هذه السنة فمات بعد وصولهم إليه بقليل، وكان قدومُه القاهرة سنة بضع عشرة فاستوطنها وولى نيابةَ الحكم ثم ولى قضاء دمنهور والبِحيرة فاستقرّت قدمه بها بعد منازعات، وأقام على ذلك بغير منازعةٍ أكثرَ من عشْر سنين؛ وكان فاضلًا يستحضر أشياء في الفقه، ويذاكر بأَشياء حسنة، وله نظم حسن قديمًا وحديثًا.

واستهل شهر رمضان بالخميس ووافق كذا (٢) برمهات.

* * *

وفيها وصلت هدية نائب الشام وفيها مائة وخمسون فرسًا وعشرة قطر جمال وأَلف ثوب بعلبكي ومثلها بطاين وخمسون قباء سمور ووشق، وعشرة آلاف دينار ونعالات خيل من ذهب ومسامير فضة، قيل إن في كل نعل خمسين دينارًا، وقيل إن مجموع قيمتها ثلاثون أَلف دينار، وكان قدومهم سابع عشر ذي الحجة.

* * *

وفى سادس شهر رمضان هبَّت ريحٌ شديدةٌ باردةٌ وترابٌ كثير عَمَّ القاهرة وسقطت عدة من الدور.

وفي الثالث عشر منه أَمطرتْ ليلًا وتمادى ذلك في أوّل النَّهار مع رعد وبرق وذلك عند حلول الشمس برجَ الثور، ثم تمادى المطر ذلك اليوم كله لكن بغير توالٍ حتى توحّلت الأَرض كلها وزلقت البيوت، ثم أمطرت صبيحة ذلك اليوم بعد الفجر مطرًا غزيرًا جدًا حتى زلقت البيوت وفسدت الأَمتعة والزروع، والأَمر لله وحده.


(١) فوقها في "كلمة "كذا" ولا محل لها.
(٢) هكذا في الأصول، ولكن الصحيح أن يقاله "ووافق الخامس من برمودة" وذلك بناء على ما جاء في التوفيقات الإلهامية، ص ٤١٩.