للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شمس الدين محمد بن على بن عمر بن على بن مهنا بن أحمد الصفدي في قضاء دمشق عوضًا عن شمس الدين بن الكشك، وشرط عليه بَذْلُ أَلْفي دينار، فلما وصل إليه التَّوقيع والخلعة امتنع ورحل إلى القاهر مُسْتَعْفِيًا، وكان قد أقام في قضاء طرابلس مدةً طويلة، ثم ولى قضاء دمشق عوضًا عن شهاب الدين بن الكشك، ثم صُرف وأُعيد ابن الكشك، فلما وحل السلطانُ إلى جهة حلب قرّره -لما رجع- في عدة بلاد (١) انتزعها من نواب ابن الكشك.

واستمر ابن الكشك في القضاء، فلما مات ابن الكشك أمَّل أن يعود، فقدم عليه ولد ابن الكشك على مال كثير بذله واستقرّ هذه المدة اللطيفة ثم صرفه، فلما امتنع ابن الصفدى من الولاية بالشرط المذكور واستعنى أُعْفِيَ ورجع إلى دمشق من فوْره على ما بيده من المدارس واستمر ابن الكشك، ثم أُلْزِم ابنُ الصفدي بالتوجّه إلى صفد فسار إليها فيما قيل.

ولد في ذي القعدة سنة ٧٧٥، وذكر أنه سمع موطأ القعبنى (٢) على ابن حبيب الكمال، قرأ عليه ابن فهد منتقى منه، وقرأه عليه كاملًا صاحبنا البقاعي.

وفيه ثار شمس الدين الهروى (٣) على القاضي علم الدين صالح وادعى أن بيده (٤) وظائف كثيرة بغير شروط الواقفين، فتعصّب له ناظرُ الجيش ودفع عنه واستمر على ما بيده، وانتفع الهروى بذلك، ثم عمل ناظر الجيش مولده فى السابع والعشرين من الشهر وأرسل إليه وأصلح بينهما، والله المستعان.

شهر ربيع الآخر: أَوله (٥) الأربعاء بالرؤية.

في أوائله منع الوالى السّقّائين من الملء من الخليج الحاكمي ثم الناصري ونقص الماء إلى مقدار الوفاء، فكانت مدة ما انتفع أهل البلد بالخلجان نحو المائة يوم.

وفي الرابع منه وقعت زلزلة لطيفة وزالت بسرعة.


(١) علق البقاعي على ذلك في هامش، بقوله: "لعله مدارس نزعها من يد ابن الكشك".
(٢) علق البقاعي على ذلك في هامش: بقوله: "لما لم يثبت سماعه له من ابن حبيب والله أعلم".
(٣) أمامها في هامش هـ بخطط البقاعي وإن كان التصوير قد طمس بعض الحروف: "يحرر أي هروى هذا،
فالهروى الشمس المعروف مات قبل هذا الوقت بكثير، ثم تبين هذا المعروف بالحلاج الذي كان قدم إمام الأشرقية وناظر
المصريين في قراءة البخاري وادعى أنه يعرف مائة وعشرين. علمًا".
(٤) أي بيد صالح البلقيني.
(٥) الوارد في جدول السنين بالتوفيقات الإلهامية ص ٤١٩ أن أوله كان الخميس ويطابقه الثامن من هاتور ١٥٥١
قبطى والرابع من نوفمبر ١٤٣٤ ميلادى.