للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها وثب فياض بن ناصر الدين محمد بن ذلغادر على ابن عمه حمزة أمير مرعش، فأخرَجه واستقر بها نعير توليةٍ من السلطان، فتوجه قرقُمَاس نائبُ حلب فقبض على فيّاض المذكور وولاها لابن عمه حمزة باك بن على باك ابن ذُلْغَادِر، فبلغ ذلك ناصرَ الدين والدَ فياض المذكور وهو يومئذ أمير الأَبْلُسْتين وقَيصَرية فشق عليه، وجهز قرقُمَاس فيّاضًا المذكور إلى القاهرة فسُجن بالقلعة، فبعث ناصر الدين زوجته خديجة والدة فياض تشفع فى ولدها، وجهّز معها هديةً ومفاتيح قيصرية، وأن يكون زوجها نائبًا عن السلطان فيها، فوصلت حلب في رمضان ووصلت القاهرة فى أواخر شوال، فقُبِلت هديتها وأُفرج عن ولدها وأُعطى نيابة مَرعش واستقر أبوه على حاله بقَيصَريّة؛ وكان إبراهيم بن قِرمان راسل السلطان أن يعطيه قيصرية على أن يَحمِل كل سنة عشرة آلاف دينار وغيرها، فأَمر قَرْقُمَاس نائب حلب أن يتوجه لأخذها ويسلَّمها لابن قرمان، فوقع لصاحبها ما ذُكر فبَطُل ذلك، وفى أثناء ذلك لجأ حمزة إلى ابن عمه سليمان بن ناصر الدّين، واجتمع جَانِبِك الصوفى الذى كان أميرًا بمصر وسجن بالإسكندرية وهرَب من أول الدولة الأشرفية بعد أن اختفى ثلاث عشرة سنة، واستمرّ السلطان في التَّنقيب عليه، فجهز دواداره ومحمد بن كَشغَدى بن رمضان إلى ناصر الدين باك بن ذلغادر بالأبلُستِين فحلَّفاه على أنه إذا قدم عنده جَانبك الصوفى لا يُسْلِمُه ولا يخذله، ثم اجتمع جانى بك بسليمان بن ذُلْغَادِر فتلقاه هو وأمراؤه وأمير الماس ابن كبك ومحمد بن قُطبُك ونزلوا بملطية، فجاء إليهم ناصر الدين بك، ثم توجّهوا جميعًا إلى محمد بن قَرَايُلك وهو بقلعة كَرْكَرْ فقوّاهم، ثم نزلوا قلعة دُركِى وضايقوا أهلها بالحصار، وجاء قاصدُ شَاهُ رُخ إلى قَرايُلُك يأمره بالمسير إلى قتال إسكندر ابن قرا يُوسف، فنزل جانى بِك ومَن معه بدُوركى، وتوجَّه بجماعته إلى مَلطية فحاصرها فمشى عليه إسكندر وأغار على أَرْزَن الرّوم، فأخذها ففرَّ قَرَايُلُك إلى آمد فأقام بها. ثم خرج إلى أرقين.

فلما كان فى صفر سنة تسع وثلاثين التقى إسكندر وقرايُلُكْ على أَرْزَن الرّوم فخرج على قَرَايُلُك كمينٌ لإسكندر فهزمه، فلما كاد أن يوخذ رمى بنفسه في خندق المدينة فغرق وطلع به أولادُه بعد ذلك فدفنوه هناك، فجاء إلى إسكندر من عَرَّفه بذلك فأَرسل من