للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقيتُه قديمًا بدمشق وسمعْتُ من فوائده، وكان أخذ الفقه عن الحسبانى و [الشهاب] ابن الزهرى، والأُصول عن الضياء القرمى.

٩ - عمر بن على بن فارس (١)، الشيخ سراج الدين الخياط الطَّواقى الحنفى المعروف بقارئِ الهداية، وكان في أول أمره خياطًا بالحسينية ثم نزل (٢) في طلب العلم بالبرقوقيّة وتمهَّر في الفقه وغيره واستقر قارئها على الشيخ علاء الدين السّيرامي بها (٣)، وتلقَّب بقارئ الهداية تمييزًا له عن سراج الدين آخر كان يقرأُ في غيرها، وسمع الحديث من (٤). . . . . . . وتقدّم في الفقه إلى أن صار المشار إليه فى مذهبه: الحنفية، وكثرت تلامذتُه والأَخْذُ عنه، ثم ولى مشيخة الشيخونية بأخرة بعد [شرف الدين] ابن التِّبّاني فلما مات استقر فيها زين (٥) الدين التفهنى بعْد (٦) عزْله عن القضاء بالعينى، واستقرّت بقية وظائف سراج الدين بيد ولده، وناب عنه فيها صاحبنا الشيخ عبد السّلام البغدادي؛ ومن (٧) جُملة من أَخذ عنه الجمالُ بنُ الهمام.

مات في ربيع الآخر بعد أَن انتهت إليه رئاسة مذهبه وصار المعوّل على فتواه مع جلالته في أُصول الفقه والعربية وغيرهما، ومشاركةٍ فى فنون كثيرة، وكان يَقْتَصد في ملبسه ومركبه ويتعاطى حوائجه من الأَسواق بنفسه ولم يُؤَثِّر ذلك في جلالته وعظمته في النفوس ومهابةِ السلطان فمن دونه له، هذا وهو غير ملتفتٍ لأَهل الدولة بالكلية، ولما ولى مشيخة الشيخونية أَراد التوجّه إليها ماشيًا من مسكنه بالظاهرية فأَرسل إليه الأَشرفُ فرسًا وأَلزمه بركوبها فلما ركبها أَخَذ بيده عصًا يسوق بها ونزل عنها كما ينزل عن الحمار برجلَيْه من ناحية واحدة، هذا وهو على ما هو عليه من الوقار الذي لم ينله أصحاب الشكائم والعمائم.


(١) "ابن فارس" غير واردة فى هـ.
(٢) كان تدريسه للمحدثين بالبرقوقية، انظر الضوء اللامع ٦/ ٣٤٤، وشذرات الذهب ٧/ ١٩١.
(٣) أي بالمدرسة البرقوقية.
(٤) فراغ في الأصول.
(٥) في هـ "شهاب الدين".
(٦) عبارة "بعد عزله عن القضاء بالعيني" غير واردة في هـ.
(٧) من هنا حتى آخر الترجمة غير وارد فى هـ.