للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتقدم الشافعي للصلاة عليها والسلطان والأمراء، وغيرُهم خلفه؛ وكانت جنازتها حافلة وقُرِئ عليها ليلًا ونهارا؛ ماتت في خامس عشر جمادى الآخرة.

١٨ - قاسم بن سعد بن محمد الحسبانى، شرف الدين المعروف بالسُّمَّاقي، ولد سنة ثمانٍ أو تسع وأَربعين، وقرأَ الكتب واشتغل قليلًا وتعانى الشهادة ثم صار موقعًا للحكام، واستنابه ابن حجّى فباشر القضاء ولم يترك الجلوس مع الشهود، ثم ولى قضاء حمص، وكان قليل البضاعة كثير الجرأَة متساهلًا في الأَحكام. مات في شعبان (١).

١٩ - محمد (٢) بن أَبي بكر بن علي بن يوسف الدِّرْوى (٣) الأَصل، الصعيدي ثم المكي المعروف بالمرجاني، وُلد سنة ستين أَوفى التي بعدها بمكة، وأُسْمِع على العزّ بن جماعة وغيره، وقرأَ في الفقه والعربية وتصدّى للتدريس والإفادة، وله نظم حسن ونفاذ في العربية وحُسنُ عشرة، ورحل في طلب الحديث إلى دمشق فسمع من ابن خطيب المِزَّة وابن المحبّ وابن الصيرفى وغيرهم بإفادة الياسوفى وكان يثنى عليه وعلى فضائله، وحدّث قليلا، مات في شهر رجب؛ وقد سمْعتُ منه قليلًا من حديثه ومن نظمه، وكانت بيننا مودّة (٤).


(١) جاء في هـ بعد هذا الترجمة التالية "محمد بن أحمد بن المبارك الحموى بن الخرزى ولد قبل سنة ستين واشتغل على الصدر منصور وغيره من أشياخ الحنفية بدمشق ثم سكن حماة وتحول إلى مصر بعد اللنك وناب عن بعض قضاة الخنفية ثم تحول إلى دمشق و درس، وكان مشاركًا في عدة فنون إلا أن يده في الفقه ضعيفة، وكان كثير المرض. مات في شعبان".
(٢) ورد في هامش هـ بخط البقاعى ما يلى: "وممن مات في هذه السنة ظنا - كما أخبرني الجمال بن السابق المذكور - محمد بن أحمد الحموى الصوفى حدثني الفاضل البارع الأوحد جمال الدين محمد بن ناصر بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن السابق الحموي الحنف بن الصوفي: هذا كان رقيق الدين وأنه ولى قضاء الشافعية بحماة مرة وقضاء الحنفية أخرى وكتابة السرمدة ونظر الجيش أخرى، وأنه في آخر أمره صار حاله وماله من الرقة كدينه فصار يتعانى الزور فقدم القاهرة مرة، وقد زور مكتوبا بالملك في مدينة بهسنا، وأخذ به مراسيم السلطان وتوجه إليه لذلك ومعه جماعة من ألزامه، فرض بينها وبين حلب، وثقل في المرض فردوا به فات في الطريق وحمل من حلب إلى حماة، قال الجمال: فحدثى بعض جماعته قال: كنا كلما حملناه على البغل يقع، قال: فخرمنا شفتيه وخطناهما. ولما قدم به إلى حماة بات عنده جماعة من القراء يقرءون من أول القرآن فلما أصبحوا دفن. قال ابن السابق: فحدثني القاضي ناصر الدين محمد بن فرناس المعروف بابن الكاتب أنه كان حاضرا عند دفنه؛ قال فاعتبرت ما وصل إليه القراء وهو يدلى من قبره فإذا هو "خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم" ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم" إلى آخرها. انتهى.
(٣) الضبط من ترجمة أخته الواردة في الضوء اللامع ٧/ ٤٣٣، لكن راجع ترجمته في نفس المرجع ٧/ ٤٣٤ فهى هناك أكثر تفصيلا عما هي عليه هنا.
(٤) أضاف ابن الصيرفي في ز بعد هذه الترجمة الترجمتين التاليتين: "محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر، البدر المخزومى المالكي الاسكندراني، عرف بابن الدماميني. ذكره المؤلف في التي بعدها" وهذه الإشارة من ابن الصيرفي تشير إلى الترجمة رقم ٢٠ في السنة التالية من هذا الجزء من الإنباء، ص ٣٦١، ثم ذكر الصيرفى بعد ذلك: "محمد بن حسن بن علي الشيخ شمس الدين التيجوري الفقيه الشافعي، ولد. . . . . . واشتغل ومهر وتقدم في الفقه وغيره، وكان له خلوة بالخانقاه الشيخونية وأقام بها مدة، وسمع الحديث ودرس وأفاد. ذكره المؤلف في معجمه".