للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بما هو مشهور في ديوانه ثم انحرف عليه، وانتقل إلى القاهرة كعادته مع أَصحابه في سرعة تقلّبه - عفى الله تعالى عنه -، وهو القائل ومن خطه نقلته:

يا ربِّ أَعضاءَ السجودِ عتَقْتَها … من فضْلك الوافي وأَنت الواقِي

والعتق يسري (١) بالفتى يا ذا الغنى … فامنُنْ على الفاني بعتق الباقي

قرأْت بخط ابن القطان وأَجازنيه: "كان يحفظ الحاوي الصغير وينظم الشعر، وكان مجازًا بالفتوى والقراءات السبع حافظًا لكتاب الله معتقِدًا في الصالحين وأَهل الخير، جعله الله تعالى منهم"، وكان أوصى أن يُكفن في ثياب الشيخ يحيى الصنافيري (٢)، قال: "ففعلنا به ذلك". مات يوم الأَربعاء ثالث عشري رجب، قلت: وتركني ولم أُكمل أَربع سنين وأَنا الآن أَعقله كالذي يتخيل الشيء ولا يتحقّقه وأَحفظ عنه أَنه قال: "كنية ولدي أَحمد: أَبو الفضل" رحمه الله تعالى (٣).

٤٤ - عمر بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الله (٤) بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن الحلبي، كمال الدين، ابن العجمي الشافعي، وُلد سنة أربع وسبعمائة، وسمع من محمد (٥) بن إسحق بن مزيز وأَبي بكر بن العجمي والحجار والمزي وغيرهم، وعنى بهذا الشأن، وكتب الأَجزاء والطباق، ورحل إلى مصر والإسكندرية، وسمع بدمشق من أَعيان محدثيها كالحجار ومَن كان هناك وبمصر وغيرها، ودرّس وأَفتى وانتهت إليه رياسة الفتوى بحلب مع الشهاب الأَذرعي (٦). مات في ربيع الأَول. ومن مسموعاته من ابن مزيز "جزءُ البينونة"، ومن أَبي بكر بن العجمي "جزءُ بكر بن بكار". ذكره الذهبي في المعجم المختص فقال: "قدم علينا طالبَ حديث، وله فهم ومشاركة وفضائل"، انتهى. وأثنى عليه ابن حبيب.


(١) في النجوم الزاهرة ١١/ ١٤٣ "والعتق يشرى بالغنى"، وفي ع، هـ "يسرى بالغنى".
(٢) نسبة إلى صنافير من أعمال القليوبية كما ذكر ابن حجر في الدرر الكامنة ٤/ ١١٩٩، وكان الشيخ معتقدا عند العامة، وقد مات الشيخ يحيى عام ٧٧٢ هـ، وكان بشر أبا ابن حجر بمولد أَحمد صاحب هذه المخطوطة راجع، المقدمة.
(٣) أضافت نسخة ز في المتن "رحم الله أيضا ولده شيخ الإسلام".
(٤) "عبد الله" غير واردة في ز، ظ، راجع ابن حبيب: درة الأسلاك ٣/ ٤٨١، ص ٣١، و "بن إبراهيم" غير واردة في هـ.
(٥) "أَحمد" في ز.
(٦) شذرات الذهب ٦/ ٥٨.