للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤٠ - علي بن إبراهيم بن محمد بن الهمام بن محمد بن إبراهيم بن حسان الأَنصاري الدمشقي علاء الدين بن الشاطر، ويعرف أَيضا بالمُطَعِّم الفلكي، كان أَوحدَ زمانه في ذلك، وكان أَبوه مات وله ست سنين فكفله جده وأَسلمه لزوج خالته وابن عم أَبيه عليّ بن إبراهيم ابن [يوسف (١) بن] الشاطر فعلّمه تطعيم العاج وتعلّم علم الهيئة والحساب والهندسة، ورحل بسبب ذلك لمصر واسكندرية سنة تسع عشرة، وكان لا يتكثّر بفضائله ولا يتصدّى للتعليم ولا يفخر بعلومه، وله ثروة ومباشرات ودار من أَحسن الدور وصْفًا وأَغربها، وله أَوضاع غريبة مشهورة بدمشق.

٤١ - علي بن حُرَيث البرجمي (٢) أَحد المشايخ المعتقَدين وكان بزي الجند، وكان كثير التعصب لابن تيمية وأتباعه. مات في ربيع الآخر.

٤٢ - علي بن محمد بن عقيل البالسي، نور الدين بن الشيخ نجم الدين، كان فاضلًا عارفًا بالفقه كثير العبادة والتأَلُّه ساذجًا من أُمور الدنيا، ودرّس بالطيبرسية بمصر وغيرها، ولما نشأَ ابنُه نجم الدين وتقدم في خدمة الأُمراء كان لا يأكل من بيت ابنه شيئًا تورّعًا. مات في ربيع الآخر.

٤٣ - علي بن محمد بن محمد بن علي بن أَحمد بن حجر العسقلاني ثم المصري الكناني، وُلِد في حدود العشرين وسبعمائة، وسمع من أَبي الفتح بن سيد الناس وغيره، واشتغل بالفقه والعربية ومهر في الآداب، وقال الشعر فأجاد ووقّع في الحكم، وناب قليلًا عن ابن عقيل، ثم ترك لجفاءٍ ناله من ابن جماعة لما عاد بعد صرف ابن عقيل من أَجل تحققه لصحبة ابن عقيل، وأَقبل على شأنه وأكثر الحج والمجاورة، وله عدة دواوين منها: "ديوان الحرم": مدائح نبوية ومكية في مجلّدة، وكان موصوفا بالعقل والمعرفة والديانة والأَمانة ومكارم الأخلاق وصحبة الصالحين والمبالغة في تعظيمهم؛ ومن محفوظاته "الحاوي"، وله "استدراك على الأَذكار للنووي" فيه مباحث حسنة، وكان ابن عقيل يحبه ويعظّمه، ورأَيتُ خطه له بالثناءِ البالغ، ولما قدم الشيخ جمال الدين بن نُباتة مصر أَخيرًا أَنزله عنده ببيتٍ من أَملاكه في جواره وطارحه ومدحه


(١) الإضافة من الدرر الكامنة ٣/ ١٤، راجع شذرات الذهب ٦/ ٢٥٢.
(٢) في ع، ز "غريب البرهمي"، وفي ك، هـ "علي بن بيبرس".