للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليوم الذي يليه ذراع فأَكمل أربعة عشر ذراعًا في خامس عشرى أبيب وهو شيءٌ لا عهْدَ للناس به من دهر طويل، ثم أكمل ستة عشر ذراعًا في ثامن عشري أَبيب، وكسر الخليج في تاسع عشرينه، وهو ثالث شعبان.

وفى السادس والعشرين من رجب خرج الركب الرّجَبي، وكان لهم خمسًا وعشرين سنة لم يخرجوا، وحَجّ خلقٌ كثير منهم: تاج الدين ولدُ القاضي جلال الدين البلقيني.

وفى ليلة الرابع عشر من شعبان خُسف القمر حتى لم يَبْقَ من جرمه إلّا اليسير، فاستمرّ من قبْل نصف الليل إلى أَن تكامل انجلاؤه مع طلوع الفجر.

وفى أول شعبان جَلس السلطانُ للحكم بين الناس وطَلب مدرسي القمحيّة، وهم: جمال الدين البساطى ومَن يشركه فأُهينوا وأُلزموا بمالٍ لأَجل عمارتها، وأَرْجف بأَن أَرضها الوقف أُقْطِعت لبعض المماليك لكن لم يتم ذلك ذلك.

* * *

وفى حادي عشري شعبان صُرف ابنُ العجميّ عن الحسبة واستقر بدرُ الدين العينى، وحَصَّل ما للمحتسب، وهو في اليوم ديناران من الجوالى: واحدًا للمحتسب، وواحدًا لابن العجمي.

وفيه حُمل المظفر أحمد بن المؤيد من القلعة إلى الإسكندرية نهارًا، فحبس بها في بُرْج إلى أَن مات بعد ذلك.

وفى الثاني والعشرين من شعبان أُثْبتَ أَن أَوله الإِثنين؛ شهد اثنان عند شمس الدين الأَسيوطي المعروف بزوج الحرة النائب في الحكم فقبلهما، ولزم من ذلك أَن يكون أول رمضان يوم الأربعاء (١)، فلما كانت ليلة الثلاثاء خرجوا لرؤية الهلال فما رأوه، ثم تراءوه ليلة الأَربعاء فما تكلَّم أحد برؤيتة، ثم غاب ليلة الخميس مع مغيب الشَّفق، وكثر كلام الناس في الشهادة الماضية.


(١) يتفق هذا وما جاء في جداول التوفيقات الإلهامية، ص ٤١٣.