للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى سادس عشر رمضان أُشْهر نائب صفد الذي كان عصى فقُبض عليه ومعه نحو من ثلاثين نفرًا ممن عصى معه، فقُطِعت أَيديهم ونفوا من القاهرة مشاةً، فمات أَكثرهم في الطريق (١).

وفي رمضان انتهى حصارُ قلعة بهسنا على يد نائب حماة، فنزل تغرى بردى الأَقْبَغَاوى المعروف بابن قَصْروه بالأَمان، ووقعت في أثناء الحصار في كَزَل نشَّابة فمات منها، وتَدْلى كَمَشْبُغَا من القلعة ليهرب ففُطِن به فقُطِع الحبل فوقع فتكسّر.

* * *

وفى شهر رمضان أمر السلطانُ بإِعادة الأذان (٢) مئذنتَيْ النَّاصر حسن بالرُّمَيْلة، وكان الظاهرُ برقوق قد أَمر بتعطيلهما وعدم التوصّل إلى صعودهما، ثم أَمر الناصرُ بهدْم سلَّمَيْهما، فأُعيد ذلك بعد بضعٍ وثلاثين سنة، وأعيد فتح البابِ الكبير المجاور للقبو، وكان الظاهر أَمر بسدّه بالحجارة ففُتح الآن وأُزيلت الحجارة، وكان المؤيد قد نقل البابَ إلى مدرسته فعُمِل للحسنِيّة الآن بابٌ جديد.

* * *

وفيها خرج العرب على أبي فارس صاحب تونس فسار في آثارهم نحوًا من عشرة أَيام حتى أَوقع بهم وخضعوا له.

وفيها جهَّز أبو فارس عسكرًا إلى الفرنج في البحر فبدروا بهم فتبعوهم فانهزموا، فغضب أَبو فارس على قائد الجيش ونسبه إلى التَّهاون وضَربه وأهانه، وشَرع في تجهيز جيشٍ آخر، واتَّهمَ العامَّةُ أَنَّ صاحَب فاس واطأَ الفرنْج على المسلمين فثاروا عليه، فقُتل بينهم مقتلة عظيمة.


(١) أمامها في هامش ث "قال البدر العيني رحمه الله تعالى في تاريخه: فهذه القضايا كلها انقضت - على الوجه الذي كان الأشرف [يريده] وهذا كله دليل سعده ونصرته وحبس نائب حلب تغرى بردى بقلعتها وسكنت الفتنة. انتهى".
(٢) في هامش ث: "إعادة الآذان بمئذنتي حسن وفتح الباب".