للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي عاشر جمادى الآخرة قدم الهروى القاهرة فنزل مدرسة ابن الغَنَّام، وهرع الناس للسّلام عليه إلا الدّيرى وابن المغلى، ثم رام الهرويُّ السعى في شيء من الوظائف فعاجله كاتبُ السر ابنُ الكويز، فأَلزمه الأَشرف بالرُّجوع إلى بيت المقدس، فتباطأَ إلى نصف رجب يتَرَجَّى الإِقبالَ (١) فلم يُجَبْ إلى ذلك وخُلع عليه خلعة السّفر، فسافر في جمادى الآخرة.

* * *

وفي جمادى الآخرة اختطف تمساحٌ في البحر رجلًا من الصّيّادين كان نزل ليقبض على سمكةٍ صادها، فصاده التمساح وصار يصعد به على وجه المساء - حتى شاهده الناس - ثم يَغْطس به إلى أَن هلك.

وفيه شَنق بعضُ العوامّ نفسه قهرًا من زوجته: كان طلَّقها وهو يحبّها فاتَّصلت بغيره وكَّلته فيه فقَتل نفسه.

وفيه جَبَّ شخص عجميٌ مذاكيره بسبب أَمرَد كان يعشقه ولا يقدر عليه، فاتَّفق أَنه أَمكنه من نفسه فلم ينتشر ذكره فقطعه فَحُمِل إلى المرستان فمات، وقيل (٢) إنه عوفى وأَقام يبيع الحلوى مدةً ولم تسقط لحيته ثم مات.

وفى أواخره قدم جارْقُطْلو - نائبُ حماة - فخُلع عليه وأُعيد إليها.

وفى رجب أُفرج عن الخليفة العبّاسي الذي ولى السّلطة، وكان المؤيدُ سجنه بالإِسكندرية فنُقِل إلى دمياط لكونها أَبسط له فلم يوافق، واستأذن أَن يُقيم بالإِسكندرية بغير سجن فأُجيب إلى ذلك.

وفى ثامن رجب حدثت بالقاهرة زلزلة لطيفة.


(١) في ز "فترجي الإقالة".
(٢) من هنا لآخر الخبر غير وارد في هـ.