للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي التاسع منه جدد كاتبُ السر - علم الدين بنُ الكُوَيْز - خطبةً بالمدرسة البقريَّة مقابل باب مَنْزله لتعاظمه أَن يتوجّه إلى الجامع الحاكمي ماشيًا وإشْفَاقِه من الإِنكار عليه إنْ تَوَجَّه راكبًا مع قُرْب المسافة.

وفى هذا الشهر أَشار كاتبُ السر أَيضا بإِبْطال المرِسْتان الذي اتَّخذه الملكُ المؤيَّد تحت القلعة مكان الأَشْرَفِيَّة الشَّعبانية، وأقام فيه خطيبًا ظنًا أَنه منه يتقرب بذلك.

* * *

وفي هذه السنة كان فصلُ الربيع مختلفَ المزاج جدا ما حرٍّ شديدٍ وسموم، وما بين بردٍ شديدٍ وما بين ذلك.

وفي أواخر رمضان صُرف أرغون شاه من الأُستادارية وقُرِّر فيها أيتمش الخُضرى.

وفى هذا الشهر حدثت كائنةٌ غريبة وهى أَن عبد الرحمن السمسار في الغلال كان اشتري دارًا من ابن الزَّيْدِي بشاطيء النيل فزخْرَفها وأتقنها وغرم عليها - فيما يُقال - أَكثر من خمْسةِ آلاف دينار ووقَفَها على جهات، وجَعل صورةَ الوقف في خَشَبٍ محفور فيه يقرؤُه كلُّ واحد، فلما مات شهِدَ جماعةٌ عند بعض نوّابِ الحنفى بأَنها وقفٌ وذكروا شروطها بخلاف ما ظهر بعد ذلك محفورا في الخشب، فاتَّفق أَنَّ المباشرين بديوان السلطان (١) وجدوا على عبد الرحمن مسطورًا لجهة السّلطان بمالٍ جزيل فلم يوجد له ما يُوفِي، فأَمر بِبيْع داره فقيل له إنها وَقْفٌ فهدمها فهُدِمت فكانت كائنةً شنيعة، وبيع رخامُها على حدةٍ وخشبُها على حدة، ثم باع ورثتُه أَنقاضها وبَطُلَت الوقفِيَّة الأَصليّة والزور.

* * *

وفي جمادى الأُولى ألزم الأَشرفُ البزازين أَن لا يبيعوا شيئًا من القماش بالنَّسِيئة ولا يشتروه، فحصل لهم بذلك ضيق كبير، ثم أُفْرِج عنهم وأُلْزِموا أن لا يخيّروا الشراء بينهما، بل إن كان نقدًا فنقدا، وإن كان نسيئةً فنسيئة.


(١) في هـ: "المفرد".