للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جدًّا، وتكلَّم الأَميرُ (١) الكبير معه في أَمْر السلطنة فوافقه على ذلك، فلما كان في الثامن من ربيع الآخر يوم الأَربعاء - قبل الظهر بقدْر درجتين - عُقِد له المُلْك وهو في طبقته بالأَشرفية، ثم ألبس الخلعةَ وجَلس على التَّخْت وفَوَّض إليه الخليفةُ وعُقِدت له البيعة، ولُقِّب "الملك" (٢) الأَشرف"؛ وخُلع في صبيحة ذلك اليوم على يَلْبُغا المُظَفَّرى واستقر أَميرًا كبيرًا وتَحَوَّل إلى البيت الذى فيه طَرَابَاى مقابلَ القلعة، وانتقل إلى بيت ططر وغيرهما من بيوت السّلطنة واستقر فيها الأَشرف، واستقر آقبغا التمرازي أَميرَ مجلسٍ عوضًا عن قَجَق بحكم انتقاله إلى وظيفة إمرة سلاحٍ عوضا عن يَلْبُغا، واستقر يَلْبُغا المظفَّرى أَتَابَكَ العساكر، وخُلع الملكُ الصالح محمد، فكانت مدَّةُ سلطنته أَربعةَ أَشهر، وخُلع على نائب (٣) الشام خلعة السفر واستقر معه حُسَيْن بنُ السَّامرى في نظر الجيش، وانْفَصل ابنُ الكِشْك عن نظر الجيش وبقى معه قضاءُ الحنفيّة وسافر، وعمل الأَشرفُ موكبًا حافلًا، وأُحْضِرَت رسلُ الفرنجِ الكتلان، ومنع السلطانُ النَّاس من تقبيل الأَرضِ له واقتصر (٤) على يده.

* * *

وفي ليلة الإِثنين ثالث عشر ربيع الآخر أَمطرت السماء بالقاهرة مطرًا استمرَّ اللَّيْل كلَّه وقطعةً من النهار وذلك في حادى (٥) عشر برمودة، وهو من المستغربات.

* * *

وفى الشهر الذي استقر فيه الأَشرفُ في السّلطنة أمر بإِبطال القَدْرِ الذي كان يأْخذُه مِمَّن يسافر بالأَمير المنفصل عن إمرته إذا حُبس أَو نُفى، وكان المقرَّرُ لذلك أَلْفَيْ دينارٍ إلى أَلفِ دينارٍ إلى دونها بحسب مقاديرهم فأَبطل ذلك، وأَمر أن يُنْقَش في اللَّوْح الرّخام فوق النَّقش الذي جعله السَّالمي في دولة الناصر فرج بسبب المرتجع من الإِقطاع عند انتقال الإِمرة؛ وقد تقدّمت الإِشارة إليه في الحوادث.


(١) المقصود به الأمير برسباى الدقاق.
(٢) أمامها في هامش هـ: "وكنى أبا النصر".
(٣) يعنى بذلك الأمير تنبك ميق.
(٤) راجع تفصيل ذلك في النجوم الزاهرة ٦/ ٥٥٨ - ٥٥٩.
(٥) يتفق هذا التاريخ وما جاء في التوفيقات الإلهامية، ص ٤١٣.