وكان ما ادُّعِىَ به على قرا يوسف أنه قال:"أنا أشرب الخمر وألوط، وشاه رخ يصلى ويصوم، وسننظر من ينتصر منا"؛ وأَن ابنه لما مات سَلَّ سيفا وأشار به إلى السماء وقال:"إن كنت رجلا تعالَ خُذْنى وإلا الصبي ما فى أَخْذه رجولة"، وأنه التمس من القاضي أنْ يعقد له على امرأةٍ فقال له:"إن لك أربع نسوة فلا تحل لك الخامسة في شرع محمد" فقال: "كان هذا جائع النفس"؛ وأنه أشار إلى شاب أمرد جميل الصورة فقال:"هذا إلهى الذى أعبده، ما هُو خير من عبادة الحجارة؟ " فقال له بعض من حضر:"هذا كفر" فقال: "إن لم يكن الإله فهو أخو الإله"، إلى غير ذلك.
* * *
وفي شعبان ادُّعى على ناصر الدين أمير آخور الوالى بأَنه قتل رجلا ظلمًا بغير موجبٍ شرعى فأنكر، فأُقيمت عليه البَيّنة، فحَكم عليه القضاة بقتله بين يدى السلطان، فأمر أن يُقتل في المكان الذي قَتل فيه وعلى الهيئة التى قُتل المذكور فيها، ففُعل به ذلك، واستقر في ولاية القاهرة شاب يقال له بَكْلَمُشْ بن قُرَى (١) من أولاد الحسينية، كان أبوه والى العرب، وكان هو عمل بولاية بلبيس ونحو ذلك، وهو بالنساءِ أشبه منه بالرجال، فالتزم بمال كثير يحمله إلى الخزانة فقُرر في الولاية فهان أمرها جدًا لعدم هيبته وتماديه على الفجور والسكر، حتى كان بعض المقدَّمين في أيامه أحشم منه، وصار العوام يلقبونه "قندورتى" لأنه طرقه أمر يوجب الفزع فأَراد أن يقول "ناولونى قبائى" فقال: "قندورتي" فبقيت عليه.
* * *
وفي الثاني عشر من شعبان تزوج ألطنبغا القرْمشي ببنت الملك المؤيد وعقد بالجامع المؤيدي، ثم برز في صبيحة ذلك اليوم إلى الريدانية وصحبته الطنبغا الصغير رأس نوبة وطوغان أمير آخور وألطنبغا المرقبي الحاجب وجلبان ثاني أمير آخور وأزدمر الناصري وشِرباش الكريمي في آخرين، وتوجّهوا إلى حلب ليقيموا بها خشيةً من طروق قرا يوسف،