للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن محمد بن أَحمد العُجَيْسي (١) في تدريس المالكية، وقُرِّر عز الدين عبد العزيز بن علي بن العز - الذي كان قاضيَ القدس - في تدريس الحنابلة، وتأَخر تقرير مدرّس الحنفية وغيره.

* * *

وفيها مات رئيس الأَطباء إبراهيم بن خليل بن عُلوة الإِسكندرانى، كان حاذقا في الطب، وقدم بشخص يقال له نظام الدين أَبو بكر بن محمد بن عمر بن بكر الهمذاني الأَصل التبريزي المولد سنة ٧٤٧، وكان فاضلَ الشام، فأَحضره السلطان إِلى القاهرة وكان ادّعى في الطب والتنجيم دعوى عريضة، فتناظر هو وسراج الدين عمر بن منصور بن عبد الله البهادري (٢) الحنفى، فاستظهر البهادرى عليه بكثرة استحضاره وذكائه وجمود أَبي بكر المذكور، فلما كاد أَمر البهادرى أَن يتم نكت عليه كاتب السر أَنه لا يدرى العلاج وإِنْ كان يدرى الطب، فإن يده غير مباركة فإِنه ما عالج أَحدًا إلا مات من مرضه، ونصيحةُ السلطان واجبة، واستشهد بجماعةٍ منهم: ابن العجمي فوافقوه، فانحل السلطان عنه وصرفهم، ثم أَمرهم أَن يتوجهوا إِلى المرستان ويكتبوا لمن فيه أَوراقًا ليُنْظر في أَمرهم أَيهم أَصح كتابةً فلم ينجع من ذلك شيء، ثم قرر في رئاسة الطب بدر الدين بن بطيخ (٣).

* * *

وفي (٤) السابع من جمادى الأُولى أُحضر بطرق النصارى في الإصطبل بعد أَن جُمع القضاة والمشايخ، فسأَله عما يقع في الحبشة من إِهانة المسلمين فأَنكر ذلك، ثم انتدب له المحتسب فأَنكر عليه تهاون النصارى بما يؤمرون به من الصّغار والذل، وطال الخطاب في معنى ذلك، واستقر الحال بأَن لا يباشر أَحد من النصارى في دواوين السلطان والأُمراءِ ولا غيرهم،


(١) أمامها تعليق البقاعي في هامش هـ قال فيه: "إنما هو يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بغير شك في ذلك ولا ريب. على أن السخاوى في الضوء اللامع ١٠/ ٩٨١ سماه "يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن زرمان العجيسي" وكان موته سنة ٨٦٢ في منزل من المدرسة الناصرية.
(٢) استقر البهادرى في تدريس الطب بالبيمارستان وجامع ابن طولون، وكانت وفاته سنة ٨٣٤.
(٣) هو رئيس الأطباء محمد بن أحمد بن بطيخ، مات سنة ٨٤٨، هذا ولم يترجم له ابن حجر في الإنباء.
(٤) أمام هذا الخبر في هامش ث: "قصة النصارى".