للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليه خلعةً فلبسها وأَقبل إِلى دمشق فتلقاه وبالغ في إِكرامه فأَمن، فبينما هو آمن في سوق تلقَّاه ابن منجك فدخلا جميعًا إِلى بيت نكباى نائب الغيبة، فلم يستقر به المجلس حتى قُبض عليه فدَفع عن نفسه بسيفه وجرَح من تقدم إليه، فتكاثرت السيوف على رأْسه، وقُبض على عشرين من أَصحابه فوُسّط منهم أَربعة نفر، واعتُقل ابن بشارة بدمشق، ثم أَمر السلطان بإِحضاره فأُحضر في رابع عشرى جمادى الأُولى.

وفي (١) خامس ربيع الآخر خدع الهروى الموكلين به من الأَجناد وفر إلى بيت قطلوبغا التَّنمي، فبلغ ذلك السلطان فأَمر الوالى الأَمير التاج بنقله من بيت التنمى إِلى القلعة فسجنه بها في البرج، ثم أَنزله التاج في ثانى عشرى الشهر إلى الصّالحية وقد اجتمع بها القضاة، فادعى التاج على الهروى بالمال الذي ثبت عليه، فالتزم بأَنه عنده وهو قادرٌ عليه، وأَنه أَدَّى بعضا وسيؤدي الباقي، فسجنه في قبة الصالحية ووكل به جماعة يحفظونه، ثم نُقل في ثامن عشري الشهر المذكور إلى القلعة لأَنه كرر شكواه من كثرة سب الناس له من بغضهم فيه حتى خشى أَن يأْتوا على نفسه، ثم بادر التاج ونقل الهروى من جامع القلعة إلى مكانٍ عنده بالمطبخ، ثم سعى عند السلطان في أَمره إِلى أَن أَمر بإِطلاقه فنزل إلى دار اسْتكراها له مرجان الخزندار وراءَ مدرسة أُلْجَاى، فأَقام بها إلى السنة الآتية.

* * *

وفى (٢) الثاني من جمادى الأُولى وُلد الملك المظفر أَحمد بن الملك المؤيد شيخ فقدر الله أَن يلى السلطنة في أَول سنة أربع وعشرين، وعمره سنة واحدة وأَربعة (٣) أَشهر وأَياما.

* * *

وفى الثالث من جمادى الأُولى قُرِر كاتبه في تدريس الشافعية بالمؤيدية، وقُرر يحيى


(١) أمامها في هامش ث: "واقعة أخرى من وقائع الهروى أيضًا ومحنته".
(٢) أمامها في هامش ث: "مولد الملك المظفر أحمد بن المؤيد".
(٣) في ث: "ثمانية".