للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجنادِ الحلقة، وجُمْلَتُه أَلفُ أَلفٍ وستمائة أَلفٍ فوجد منه أَلف أَلف، وتصرَّف في سمائة أَلف، فكثرت فيه القالة والشناعة عليه بسبب ذلك.

ومَنع ابن الديرى نوابَ الهروى من الحكم، واستند إِلى أَن الهروي ثبت فسقه فانعزل بذلك ولو لم يعزله السلطان: فكَفُّوا، فلما كان سابع عشر ربيع الأول نزل السلطان إلى جامعه واستدعى بالبلقيني فأَعاده إِلى القضاء ففرح الناس به جدا لبغضهم في الهروى، وكان ما سنذكره بعد ذلك.

وفي خامس صفر استقر صدرُ الدين بن العجمى في الحسبة وفرح الناس به لمعرفته وعفته.

وفى سادس عشره توجّه ابن محب الدين أَميرًا بطرابلس من جملة الأُمراء.

وفي ثامن عشره عُمل الوقيد بالبحر كالسنَّة الماضية.

وفى أَواخر صفر ثار المماليك الذين بخدمة السلطان بالطباق وأَرادوا إِحداث فتنة وامتنعوا عن حضور الخدمة، وذكروا أَن سبب ذلك حقارة الجامكية، فأَمر السلطان أَن يزاد كل واحد منهم على قدر ما يريد، فرضوا وسكنت الفتنة.

وفيه أُرسل أَلْطَنْبُغا المَرْقبي إلى الصعيد وصحبته رقم أَمير هوارة فطرقهما الأَعراب فكانت بينهم مقتلةٌ عظيمة، ثم انهزم العرب إِلى المَيْمُون (١)، وغم أَلطَنْبُغا ومن معه من أَغنامهم ودَوَابِهّم شيئا كثيرا جدا.

وفي صفر فشا الطاعون بالشرقية والغربية، وابتدأَ بالقاهرة ومصر، ثم كثر جدا في ربيع الأَول، وكان في الأَطفال كثيرا جدا؛ وعم الوباءُ بلاد الفرنج.

وفيه عمرت قناطر شبين فبلغ مصروفها خمسة آلاف دينار جُمعت من بلاد الجيزة حتى من الإِقطاعات والرزق.


(١) من بلاد الوجه القبل بمصر مركز الواسطى.