للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رابع صفر وُسِّط قُرْقُمَاس - نائبُ كختا - في جماعة خارج باب النصر وكانوا مِمَّن أُخْضِر صحبةَ السلطان في الحديد.

وفي سادس صفر عاد السلطانُ أُستادارَهُ في مرضه فقدّم له خمسةَ آلاف دينار، وتوجّه من بيته إلى بيت ناظر الخاص فقدّم ثلاثة آلاف دينار، ولما (١) دخل عليه المؤيّد بقاعة جلوسه مدّ له سماط إلى النهاية وفيه الملوخية البدْرية - ولم يكن السلطان رآها في هذه السنة - فأَعجبه ذلك، ثم إنَّه فتح له الخزانة المتعلِّقة بالخاص ففرّق شيئا كثيرًا من السَّمُّور والوَشْق والسنجاب والمخمل والصوف وغير ذلك مما قيل إنّ قيمته خمسة آلاف دينار.

* * *

وفى هذا الشهر شرع السلطان في تَنَقُّصِ سعر الذهب، فنودى عليه في عاشر صفر أَن تكون الهرجة بمائتين وثلاثين، والأَفلورى بمائتين وعشرين، وأَن تحط الفضة المؤيدية فتصير بسبعة دراهم كل نصف، فماج الناس وكثر اضطرابهم فلم يلتفت إليهم واستمر الحال، ثم أَمر الوالى -وهو المحتسب- أَن يطلب الباعة وتحط أَسعار المبيعات بقدر ما انحط من سعر الذهب والفضة.

وفى نصف ربيع الأَول جمع الوالى الباعة وأَصعدهم إلى القلعة، فقرّر معهم جقمق الدويدار أَن يكون الدرهم المؤيّدى هو المُتعَامَل به دون الذهب والفلوس، ويكون هو النقد الرائج، وأَن لا يْأخذ التاجر في كل مائةٍ يشترى بها شيئا ويبيعه عن قرب إلا درهمين، وبطل من يومئذ النداءُ في الأَسواق بالدراهم من الفلوس وصار النداءُ بالدراهم بالفضة المؤيدية.

وفى أَول صفر عاد السلطان الأَمير الكبير من مرضٍ وقع له، ثم رجع إلى بيت جقمق الدويدار فأَقام به إلى آخر النهار.

وفى شهر الأَول ربيع قدم علاءُ الدين محمد الكيلاني الشافعي من بلاد المشرق فزار الإمام (٢) الشافعي ثم رجع فاجتمع بالسلطان، وكان قد وُصف بفضلٍ زائد وعلم واسع فلم


(١) العبارة من هنا حتى قوله: "قيمته خمسة آلاف دينار" س ٧، غير واردة في هـ.
(٢) يعنى أنه زار قبر الإمام الشافعي.