للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولازم الشيخ شهاب الدين بن الحباب مدةً وهو بزىّ الجند، ثم بعد ذلك (١) صار يقرئ "البخارى ويتكلم حال القراءة على بعض الأحاديث، وانقطع عند المصلّى فتردّد إليه الناس، وكان يغلظ للترك وغيرهم وربّما آذاه بعضهم، وكان يستحضر كثيرًا من الفقه والحديث والتفسير إلَّا أنَّه عريض الدعوى جدا مع أنّه متوسط فى الفقه. ومات في شهر رمضان.

٣٧ - محمد بن على بن محمد المشهدي، شمس الدين بن القطان، أخذ عن الشيخ ولّى الدين الملوى ونحوه، واعتنى بالعلوم العقلية واشتغل كثيرًا حتى تنبّه، وكان يدرى الطبّ، وسمعْت من فوائده، ومات في الطاعون عن نحو ستين سنة.

٣٨ - محمد بن على بن معبد المقدسى المالكي المعروف بالمدنى، وُلد سنة تسعٍ وخمسين، واشتغل وأخذ عن جمال الدين بن خير ولازمه، وسمع الحديث من محيى الدين بن عبد القادر الحنفى وحدّث، ثم ولى تدريس الحديث بالشيخونية فباشره مع قلة علمه به مدّة ثم نزل (٢) عنه، ثم ولى القضاءَ بعناية فتح الله كاتب السرّ في الأيام النّاصرية ثم صُرِف ثم أُعيد ثم صُرف في الأيام المؤيّدية ثم أُعيد، وكان مشكورًا في أحكامه، ووقعَتْ له كائنةٌ صعبةٌ مع شريف حَكَم (٣) بقتْله فأنكر عليه ذلك أهْلُ مذهبه، ولم يكن بالماهر في مذهبه. مات في عاشر ربيع الأول.

٣٩ - محمد بن عمر بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن أبي جرادة العُقَيْلي الحنبلي نزيل القاهرة، ناصر الدين بن العديم الحنفى، تقدّم نسبةُ في ترجمة أبيه (٤) سنة إحدى عشرة. وُلد سنة اثنتين وتسعين بحلب واستمع على عمر بن أيدغمش (٥) مسند حلب وعلى غيره، وقدم القاهرة مع أبيه وهو شاب فاشتغل في عدة فنون


(١) في هـ: "اللنك" وهذا أيضا ما ورد في الضوء اللامع نفس الجزء والترجمة.
(٢) أشار الضوء اللامع ٨/ ٥٧٥ إلى أنه نزل عن تدريس الشيخونية لابن حجر.
(٣) تختلف رواية الضوء اللامع عن ذلك تمامًا إذ تقول إنه لم يقتله فأنكر عليه ذلك أهل مذهبه.
(٤) راجع الجزء الثانى من إنباء الغمر، وفيات سنة ٨١١.
(٥) راجع إنباء الغمر، ج ص ٧٨ ترجمة رقم ٦٣.