للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها فُوّض أمْرُ النظر على الكسوة للقاضى زين الدين عبد الباسط بعد أن استعفى منها ناظرُ الجيش فأَعفى.

وفى شعبان قُبض على مُحمد بن عبد القادر وأَخيه عمر بغزة وحُملا إلى القاهرة.

وفيه قُدِّمَتْ هدية كرشجى بن أبي يزيد بن عثمان من بلاد الروم فأُكْرم قاصدُه وقُبِلت هديَّتُه وأُمِر بصرف ثمنها في العمارة.

وفى سابع رمضان عُزِل خرز (١) من ولاية القاهرة واستقر آقينا شيطان -وكان بيده شدّ الدواوين- فاستمرت معه، ثم انتزعها منه خرز، واستمر خرز في نيابة الجيش أيضا.

* * *

وفيه قدم أبو البركات حسن بن عجلان إلى القاهرة ومعه خَيْلٌ وغيرُها فقَدَّمها فقُبلت منه، وأُنْزِل عند ناظر الخواص وكُتب تقليد ابنه (٢) بعوْدِهِ إلى إمرة مكة وعَزْلِ رُمَيثة، فوصل إليه الكتابُ فى شوال فبعث إلى آل عمر القواد -وكانوا مع رميثة- فاستدعاهم إلى الرجوع في طاعته فامتنعوا وقاموا مع رميثة محاربين لحسن، فركب حسن إلى الزاهر ظاهر مكة في ثانى عشر شوال، ووافاه مقبل بن نخبار أمير ينبع منجدًا له بعسكره، ثم دخلوا مكة فعسكر بقرب "العُسلة" (٣) فوقعت الحرب هناك فانكشف رميثة ومَن معه، وغلب حسن ومن معه فدخلوا البلد بعد أن أَحرقوا الباب وكثرت الجراحات فى الفريقَيْن، فخرج الفقهاءُ والفقراءُ بالمصاحف يسأَلون حسن بنَ عجلان الكفَّ عن القتل فأجابهم، فخرج رميثة من مكة هو ومَن معه وتوجهوا إلى جهة اليمن، ودخل حسن مكَّةَ في سادس عشرى شوّال فغلب عليها ونادى بالأَمان واستقرّت قدمُه، وأقام ولده بركات بالقاهرة ثم سار منها بإذن السلطان في أوّل ذى القعدة فوافى الحجّاج قبل ينبع.

* * *


(١) مضبوطة في هـ، ش بضم الخاء والراء.
(٢) وردت في بعض نسخ المخطوطة بلا تنقيط ولكنها "أبيه" في ش، والأرجح ما أثبتناه في المتن استنادًا إلى ما جاء في الضوء اللامع ٣/ ٤١٧ من أنه أعيد إلى إمرة مكة سنة ٨١٩ "ثم استعفى وسأل في استقرار الأمر لولديه بركات وإبراهيم وأنهما أولى بالإمرة منه لقوتهما وضعف بدنه" وتكرر ذلك منه مرة بعد أخرى، وعلى ذلك رجحنا كلمة: "ابنه".
(٣) في الأصول "العسيلة" والتصويب والضبط من مراصد الاطلاع ٢/ ٩٤١ حيث عرفها بأنها بئر مشهور بطريق مكة.