للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك عليهم، ثم استأْذن السلطانَ وركبَ فكَبَس صومعة سويقة صفية خارج القاهرة والكوم خارج مصر، فأَراق عدة جرار من الخمر وكتب على أَكابرهم إِشهاداتٍ بأُمورٍ اقترحها عليهم حتى كَفَّ عنهم.

وفي ربيع الآخر نُقل جانبك الصوفي من سجنه بالقاهرة بالقلعة إِلى الإسكندرية.

وفيه نزل العرب المعروفون بلبيد - على ريف البحيرة في خمسمائة فارس سوى المشاة - فأَوقعوا بأَهلها.

وفيه (١) قُبض على ابن بشارة وهو محمد بن سيف بن عمر بن محمد بن بشارة، وكان قد زاد فساده ببلاد (٢) الشام وقطع الطريق فحمل إِلى دمشق (٣).

* * *

وفى رجب غضب السلطان على نجم الدين بن حجى بسعاية الشريف شهاب الدين ابن نقيب الأَشراف عليه، وكان بينهما منازعة أَفْضَتْ إِلى العداوة الشديدة حتى رحَل إِلى القاهرة في السَّعْى عليه، فلم يزل به إِلى أَن وصل بالسلطان ما يقتضى الغضبَ عليه فأَرسل بالكشف عليه بعد النداءِ بعزله، وأَن مَن له عليه حقُّ يحضر إِلى بيت الحاجب، فاستمرّ النداءُ أَيامًا فلم يثبت عليه شيء، ثم نُقل إِلى المدرسة (٤) اليونسية بالشرف الأَعلى ورُسم عليه وقُرّر في الحكم إِثنان من نوّابه، وكُتب عليه إِشهادٌ بما بيده من الوظائف وأَنه إِنُ ظَهَر بيده زيادةٌ على ذلك كان عليه عشرةُ آلافِ دينار على سبيل النذر لعمارة الأَسواق.

واستمر غضب السلطان عليه، وعَرَض منصبَ القضاءِ بدمشق على كاتبه (٥) مرارًا فامتنع وأَصَرَّ على الامتناع، فأَراده على ذلك ورغَّبه فيه حتى صرّح بأَن للقاضي بدمشق


(١) أمام هذا الخبر في هامش هـ: "ابن بشارة الرافضي" راجع ما سبق ص ٩١، وحاشية رقم ٢، وانظر فيما بعد ص ١١٧ ترجمة رقم ٣٥.
(٢) في هـ "طريق".
(٣) أمام هذا الخبر في هامش هـ "هذا غلط محض، إنما أمسك هذا سنة اثنتين وعشرين كما سيأتي بحيلة ابن منجك".
(٤) سبق التعريف باليونسية، ويلاحظ أنها من الخوانق لا من المدارس، انظر في ذلك النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس ٢/ ١٨٩ - ١٩٠، ومحمد كرد على: غوطة دمشق، ص ١٥٧.
(٥) أي ابن حجر.