للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتأَهّبوا للحرب، ثم وقع القتال من بكرة النهار إِلى العصر فانهزم المؤيّدية وفرّوا على وجوههم إِلى صفد، واستمرّ محمد بن منجك في هزيمته إِلى القاهرة.

ودخل قانباي دمشق فنزل دار السعادة وحاصر القلعة وتراموا بالسهام والمجانيق، فاستظهروا على قانباى فتحوّل إِلى خان السلطان، ووصل إِليهم طرباى نائبُ غزة مطاوعًا له على العصيان وانضمَّ إِليه تنبك البجاسى نائبُ حماة وسودون من عبد الرحمن نائب طرابلس وجماعة؛ وكاتَبَ نائبَ حلب إِينال الصصلاتى فوافقه على العصيان أَيضًا، وخرج في عسكره مِن حلب لملاقاته، فخرج قانباى بمَن أَطاعه إِلى جهة حلب.

ولما بلغ قانباى خروجُ المؤيّد إِلى حرْبه توجّه إِلى جهة حلب من طريق البريّة، وكان نائبُ حماة - لمّا أَظهر العصيانَ - اتَّفق أَنَّه خرج إلى جهة المعرّة (١) - فلمّا أَراد دخول حماة منعه أَهلها فوافاهم (٢) نائبُ حلب، وكان لما أَظهر العصيان أَنكر عليه شاهين - دويدار المؤيّد - وهو يومئذٍ بحلب فبادر إِلى القلعة فحصرها، فحاصره إينال مدّة ثم اجتمع بقانباي ومن معه.

وأَمّا السلطان فإِنَّه لما بلغه الخبر جهّز أَقباى الدويدار ويشبك شادّ الشربخاناه قبله في جماعةٍ في عسكرٍ بخلعةٍ لنائب الشام، فتوجّه في حادى عشر رجب وجدّ في السير إِلى أَن وصل دمشق وبلغ أَلطنبغا العثماني، فلما وصل قانباى إِلى تلك الجهة انضمّ إِليه واجتمعوا كلَّهم بحلب، وكان شاهين الدويدار بحلب خالف إينال الصصلاني في العصيان وطلع إِلى القلعة وحصّنها واجتهد في قتال المخالفين، فحاصرهم إِينال نحو شهرين ونصف، فبلغ أَلطنبغا العثماني - الذي استقرّ نائبَ الشام - خبرُ قانباى ومَن معه فتوجّه إِلى جهتهم ومعه العسكر المندوب من القاهرة والذين كانوا انهزموا إِلى صفد إِلى أَن وصلوا برْزة (٣)


(١) المعرة من إحدى المدن الكبرى بالشام بين حلب وحماة، انظر مراصد الاطلاع ٣/ ١٢٨٨ و Dussaud: Topographie Historique de la Syrie، p. ٢٤٤ et suiv.
(٢) عبارة "فوافاهم نائب حلب .... وبلغ ألطنبغا العثماني" من ١٥ ساقطة من هـ.
(٣) برزة قرية في غوطة دمشق، وهي بفتح الباء والزاي، وهذا هو الرسم الذي اختاره لكتابتها: Le Strange .٤٢٠ .op.cit. p ، وقد جاء رسمها Berze بكسرهما في Dussaud : op. clt، Index راجع عنها أيضا محمد كرد على: غوطة دمشق ٢٤ حيث قال إنها سريانية الأصل ومعناها بيت الأرز.