للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخل نائب جدة وناظرها البدرى أبو الفتح المنوفي (١) بمكة المشرفة وطاف وسعى ثم خرج إلى الزاهر وبات به، فلما كان بكرة النهار خرج للقائه السيد الشريف محمد بن بركات ومغلباى باش الترك المقيمين بمكة، فخلع على الشريف وعلى مغلباى ودخلوا جميعا مكة، ثم المسجد الحرام ضحوة النهار، ولاقاهم بالمسجد القضاة والتجار، وجلسوا بالحطيم فأعطي للشريف مرسوم، وكذا للقاضي الشافعي، ولابن قاوان، وللطاهر ولبس كل واحد من المذكورين خلعة فيها ثلاثة مراسيم وثلاثة أوراق، وقرئ مرسوم للشريف وكذا للقاضي الشافعي وابن قاوان والطاهر، وتاريخ الأول ثاني شوال والآخرين ثالث شوال، وأننا جهزنا لكم خلعة مقلوبة بسمور طوساء (٢) وأنكم تطوفون بها، ومضمون المراسيم وصول البدرى أبو الفتح والتوصية عليه، وأنه نائب جدة وناظرها، وإليه التولية والعزل بها (٣)، وفي مرسوم ابن الطاهر زيادة وهو أن أخاك الخواجا جمال الدين مكرم عندنا وعاتبناه على عدم مجيئكم فاعتذر أنكم مشغولون بما يتعلق بكما فقبلنا العذر، وأننا أذنا له في السفر مع أى الركبين شاء وألبسناه بذلك خلعة، وأننا أرسلنا مرسومين أحدهما للشريف والثاني للقاضي بالتوصية عليكم. ولم يقرأ مرسوم


(١) الضوء اللامع ٣٥:١٠ برقم ٩٨ وفيه: محمد بن محمد بن العز المنوفي باشر بالتوقيع عند جاني بك نائب جدة بعد أن عمل شاهدا، وباشر نظر الأوقاف، وانتمى بعده لقايتباى في إمرته وولاه نظر البيمارستان وأمر جدة.
وأنظر بدائع الزهور ١٠٠:٣ وفيه أنه خلع عليه وقرره في نيابة جدة عوضا عن شاهين الجمالي.
(٢) طوساء: أى حسنة مزينة (لسان العرب)
(٣) غاية المرام، والدر الكمين. ضمن ترجمة السيد محمد بن بركات.