للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ف «سبيل الله» خاص وعام، والخاص جزءٌ من السبيل العام وأن لا يتبع صدقته بمنّ ولا أذى، فالمن نوعان:

أحدهما: مَنٌّ بقلبه من غير أن يصرح به بلسانه.

وهذا إن لم يبطل الصدقة فهو يمنعه شهود منَّة الله عليه في إعطائه المال وحرمان غيره، وتوفيقه للبذل ومنع غيره منه فللَّه المنة عليه من كل وجه، فكيف يشهد قلبه منه لغيره؟

والنوع الثاني: أن يمن عليه بلسانه فيتعدَّى على من أحسن إليه بإحسانه ويريه أنه اصطنعه وأنه أوجب عليه حقًّا، وطوقه منة في عنقه، فيقول: أَمَا أعطيتُك كذا وكذا؟ ويعدد أياديه عنده.

قال سفيان (١): يقول أعطيتك فما شكرت.

وقال عبد الرحمن بن زيد: كان أبي يقول: إذا أعطيت رجلًا شيئًا ورأيت أن سلامك يثقل عليه فكف سلامك عنه (٢).

وكانوا يقولون: إذا صنعتم صنيعة فانسوها، وإذا أُسديت إليكم صنيعة فلا تنسوها.

وفى ذلك قيل:

وإنَّ امرأً أهدى إليَّ صنيعةً … وذكرنيها مرةً لبخيلُ (٣)


(١) انظر: «تفسيره»، و «تفسير البغوي» (١/ ٢٥٠).
(٢) انظر: «تفسيره»، «تفسير البغوي» (١/ ٢٥٠).
(٣) انظر: «المستطرف» (٢/ ١٢٢) وفيه (للئيم) بدل (لبخيل).

<<  <   >  >>