للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال- رحمه الله! -: "ترجع" هنا مرفوع، وفيه وجهان:

أحدهما: هو مستأنف لا موضع للجملة، وهو تفسير للدخن على المعنى.

والئاني: هو في موضع رفع، أي: هي لا ترجع، ف ـ"أن" ههنا (١) مخففة من الثقيلة، ونظير ذلك قوله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [طه: ٨٩].

(١٤٤ - ٥) وفي حديثه: "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيرِ، فَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيه نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، حَتَّى يَصير الْقَلْبُ عَلَىَ قَلْبَيْنِ: أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَاء (٢) لا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَادَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَر أَسْوَد مُرْبَدًّا كالكوزَ مُجَخِّيًا" (٣):

قال - رحمه الله! -: "حَتَّى يَصِيرَ الْقَلْبُ" هنا جنس في معنى القلوب. وقوله: "عَلَى قَلْبَيْنِ" خبر "صار"، أي: [صار] (٤) ينقسم قسمين. وقوله: "أبيض" منصوب كما نصب "أسود" و "مُرْبَدًّا" و "مجخيًا"، ووجه النصب أن يكون بدلًا من قوله: "قلبين"، وكأنّه قال: حتّى تفسير القلوب [قلبين] (٥)، أبيض وأسود. ولو روي الجميع بالرفع جاز على تقدير: بعضها أبيض، وبعضها أسود، ، ولو روي بالجر على البدل من "قلبين" [لجاز] (٦)، أي: على قلب أبيض وقلب أسود مربد [مجخى] (٧).


(١) وعلى هذا يكون متنه: أنْ لا ترجعُ، والنسخة الي معنا من سنن أبي داود ومسند أحمد فيها: "لا ترجع".
(٢) الصفاء: نقيض الكدر، والمربد: الرُّبدة: لون بين السواد والغبرة. "النهاية" (٢/ ١٨٣)، والمجخي: المائل عن الاستقامة والاعتدال، فشبه القلب الّذي لا يعي خيرًا بالكوز المائل الّذي لا يثبت فيه شيء. "النهاية" (١/ ٢٤٢).
(٣) صحيح: أخرجه أحمد (٢٢٧٦٩).
(٤) سقط في خ.
(٥) سقط في ط.
(٦) سقط في خ.
(٧) سقط في ط.

<<  <   >  >>