للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي حديث أبي ثعلبة الخشني، واسمه جرهم (١):

(٩٣ - ١) أنّه قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -. "إِنَّ أَحَبَّكُمْ إلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الآخِرَةِ مَحَاسِنُكُمْ أخْلَاقًا" (٢):

أكثر ما يجيء في الحديث "أَحَاسِنُكُمْ أخْلَاقًا" (٣)، وهو جمع "أحسن"، مثل: أبطح وأباطح، وقد جعل "أفعل" هنا صفة غالبة، فجمعت جمع الأسماء (٤)؛ مثل: أفكل وأفاكل (٥). وأمّا ما في هذا الحديث فقد ورد "محاسنكم"، وفيه أوجه:

أحدها: أنّه جمع "محسن"، و"أخلاقًا" يجوز أن يكون مفعولًا به؛ كما تقول: فلانًا يحسن خلقه، ، ويجوز أن يكون تمييزًا مثل: المحسنين أعمالًا،


(١) وقد اختلف في اسمه كثيرًا، ولكنه اشتهر بكنيته وغلبت عليه، وكان ممّن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان. وأرسله رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إلى قومه فأسلموا، وضرب له بسهم في خيبر، وسكن الشّام، وقيل: حمص. فضائله كثيرة، رضي الله عنه.
مات سنة خمس وسبعين في ولاية عبد الملك بن مروان.
ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (٤/ ١٦١٨)، و"أسدّ الغابة" (٥/ ٤٤)، و"الإصابة" (٧/ ٥٨).
(٢) ضعيف: أخرجه أحمد برقم ق (١٧٢٧٨)، وفيه مكحول الدمشقي عن أبي ثعلبة الخشني، قيل: مرسل، كذا في ترجمته من "تهذيب الكمال".
(٣) وهي رواية صحيحة، أخرجها: البخاريّ (٦٠٣٥)، ومسلم (٢٣٢١)، والترمذي (١٩٧٥)، وأحمد (٦٤٦٨) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
(٤) وذلك كـ"أحوص" و"أحاوص"؛ فإن أصله صفة هي الحوص وهو: ضيق في مؤخر العين، وبابه "حول".
ينظر: "شرح شافية ابن الحاجب"، للأستراباذي (ت ٦٨٦ هـ)، (٢/ ١٦٨)، تحقيق الزفزات، ومحمد محيى الدين عبد الحميد، ونور الحسن، دار الكتب العلمية سنة (١٤٠٢ هـ).
(٥) يعني أن "أفكل" اسم جمع على "شبه فَعَاللِ"؛ قال الشّيخ محمّد محيى الدين عبد الحميد: الأفكل: الرعدة والارتعاش، ولا يبنى منه فعل .. وبيان ذلك أن الّذي يجمع على هذه الزنة من وزن أفعل هو ما كان اسمًا على أي وجه كان من الضبط، نحو: إصبع وأصابع، وأفكل وأفاكل، وأبلم وأبالم .. ".
ينظر: "عدة المسالك إلى أوضح المسالك" (٤/ ٣٢٣)، و"كتاب الفصول في العربيّة" لابن الدهان النحوي (ت ٥٦٩ هـ)، (ص ٧٢)، تحقيق د. فائز فارس، مؤسسة الرسالة. ط. أولى سنة (١٤٠٩ هـ -١٩٨٨ م).

<<  <   >  >>