للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر البخاري في التاريخ عن الزهري أنَّه قال: "كان الحَسنُ أَوْثَقَهُما في أنفُسِهِما، وكان عبد الله يَتْبَعُ السَّبَائِيَّة" (١)، وهم صِنْفٌ من الرَّوافِضِ (٢).


= ولم تشك في أمرهما، ونرجئ من بعدهما ممن دخل في الفتنة، فنَكِلُ أمرَهم إلى الله … إلى آخر الكلام، فمعنى الذي تكلَّم فيه الحسن أنه يرى عدم القطع على إحدى الطائفتين المقتتلتين في الفتنة بكونه مخطئًا أو مصيبًا وكان يرى أنه يرجئ الأمر فيهما، وأما الإرجاء الذي يتعلق بالإيمان فلم يعرِّج عليه فلا يلحقه بذلك عاب والله أعلم". تهذيب التهذيب (٢/ ٢٧٧). وانظر تهذيب الكمال (٦/ ٣٢١).
(١) التاريخ الكبير (٥/ ١٨٧)، وفيه: "أنفسنا" بدل "أنفسهما"، وكذا وقع في مسند أحمد (١/ ٧٩). وجاء في تهذيب الكمال (١٦/ ٨٧): "كان الحسن أرضاهما، وفي رواية: وكان الحسن أوثقهما في أنفسنا، قال: وكان عبد الله يتّبع السبئية، وفي رواية: مجمع أحاديث السبئية وهم صنف من الروافض". والخبر في المعرفة والتاريخ (٢/ ٧٣٧) بنحوه.
(٢) السَبَئيّة بمهملة ثم موحّدة، نسبة إلى عبد الله بن سبأ اليهودي الذي ادّعى الإلهية في علي وأنه لم يمت وهو في السحاب والرعد صوته، والبرق سوطه، وسيرجع علي إلى الأرض فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا … إلى آخر ما ذكر في اعتقاداتهم الفاسدة.
قال الذهبي: "عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة، ضالٌّ مضلٌّ، أحسب أنّ عليًّا حرّقه بالنار".
انظر: التعريفات للجرجاني (ص: ١١٧)، الملل والنحل للشهرستاني (١/ ١١٧)، مقالات الإسلاميين (١/ ٨٦)، ميزان الاعتدال (٣/ ١٤٠).
وهذا الذي ذكره المصنف مما انتُقد على عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب من اتّباعه للسبئية وأنه صاحب الشيعة.
وقال ابن سعد: "وكان أبو هاشم صاحب علم ورواية، وكان ثقة قليل الحديث، وكانت الشيعة يلقونه ويتولّونه، وكان بالشام مع بني هاشم فحضرته الوفاة فأوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب وقال: أنت صاحب هذا الأمر وهو في ولدك، واصرف الشيعة إليه". الطبقات (٥/ ٢٥٢).
وذكر مثله ابن الحذاء في التعريف برجال الموطأ (ل: ٥٨/ ب).
وعقب الذهبي على قوله فقال: "ماذا بحمد الله جرح والله أعلم". الميزان (٣/ ١٩٦).
وأما إخراج البخارى له في صحيحه فمقرونا بأخيه، كما في الجمع بين رجال الصحيحين (١/ ٢٥٨).
وقال الحافظ: "ليس له في البخاري سوى هذا الحديث". الفتح (٩/ ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>