أنشأتْ بَحرِيَّة ثم تشاءَمتْ فتلك عَينٌ غُدَيقَة". "هذا غريب، لا يكاد يوجد في شيء من الأمّهات، وقد رويناه في المنشور عن عائشة مسندًا، وأخبرني الفقيه الحافظ العدل، أبو علي حسين بن محمد الغسّاني، المعروف بالجياني".
ثم أورده بسنده إلى عائشة ﵂، والله أعلم بالصواب.
المبحث الثالث عشر: ثناء العلماء عليه.
كانت لأبي العباس الداني ﵀ مكانةٌ ساميةٌ؛ إذ كان من كبار أهل العلم، وكان محدّثًا، فقيهًا، أصوليًّا، إلّا أنَّ علمَ الحديث كان الأغلبَ عليه.
ومن أبرز الأدلة الدالة على رفعة مكانته، وعلوِّ شأنه:
١ - تتلمذُه على عدد كبير من كبار العلماء الموصوفين بالحفظ والإتقان، كأبي علي الصدفي -وكان من كبار أصحابه-، وأبي علي الجياني، وأبي داود المقرئ، وغيرهم.
٢ - إفتاؤه نيّفًا وعشرين سنة في بلده دانية.
٣ - تولِّيه خطة الشورى فيها.
٤ - تصنيفُه على الموطأ، وفيه من الفوائد والعوائد الشيء الكثير، ومَدَحَه أكابرُ العلماء، بل وشيخه أبو عليٍّ الصدفي، كما سيأتي في الفصل الثالث من هذه المقدّمة.
٥ - ثناء العلماء عليه، وغير ذلك من الأمور التي رفعته وسَمَتْ به.