وقال أبو طالب: "سألت أحمد عن مخرمة بن بكير فقال: هو ثقة، لم يسمع من أبيه شيئًا إنما يروي من كتاب أبيه"، الجرح والتعديل (٨/ ٣٦٣). وقال الميموني: سمعت أبا عبد الله يقول: "أخذ مالك كتب مخرمة بن بكير فنظر فيه، فكلُّ شيء يقول بلغني عن سليمان بن يسار فهو من كتاب مخرمة". تهذيب الكمال (٢٧/ ٣٢٦). وهذا الذي قاله الإمام أحمد هو قول ابن معين، وعلي بن المديني، وأبي داود، وابن حبان، وابن القطان، وظاهر صنيع الدارقطني. انظر: تاريخ ابن معين (٣/ ٢٥٤ - رواية الدوري-)، الجرح والتعديل (٨/ ٣٦٣)، الكامل (٦/ ٤٢٨)، الثقات (٧/ ٥١٠)، تهذيب الكمال (٢٧/ ٣٢٦)، بيان الوهم والإيهام (٢/ ٣٧٢)، (٥/ ٢٣٧)، التتبع (ص: ٢٣ - ٢٢٣٥). وروى ابن عدي وابن أبي حاتم بأسانيد عن ابن أبي مريم، عن خاله موسى بن سلمة: "أنه أتى مخرمة فحدّثه عن أبيه، ثم ذكر له أنه لم يسمع من أبيه، وإنما هي كتب". انظر: الجرح والتعديل (٨/ ٣٦٤)، الكامل (٦/ ٤٢٨). وذكر البخاري عن حماد بن خالد الخياط قال: "أخرج مخرمة بن بكير كتبا فقال: هذه كتب أبي، لم أسمع منها شيئًا". التاريخ الكبير (٨/ ١٦). وذهب معن بن عيسى إلى تصحيح روايته عن أبيه، وأنه سمع منه، قال ابن عدي: "ثنا ابن حماد، ثنا أحمد بن يعقوب، ثنا علي بن المدبني: سمعت معن بن عيسى يقول: مخرمة سمع من أبيه، وعرض عليه ربيعة أشياء من رأي سليمان بن يسار. قال علي: ولا أظن مخرمة سمع من أبيه كتاب سليمان، لعله سمع الشيء اليسير، ولم أجد بالمدينة من يخبرني عن مخرمة أنه كان يقول في شيء من حديثه: سمعت أبي". الكامل (٦/ ٤٢٨). قلت: والرواية التي ذكرها المصنف عن مسلم في صحيحه من طريق ابن وهب، عن مخرمة، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن مالك بن أبي عامر، عن عثمان. ضعيفة على قول من لم يثبت له سماعًا، ولعلها من الشيء اليسير الذي سمعه من أبيه عن سليمان كما قال ابن المديني، والله أعلم. وهي على مذهب مسلم محمولة على الاتصال، وهو الظاهر، فقد أورد في صحيحه أحاديث كثيرة =