وما قاله الدارقطني هو قول سائر النقاد كالبخاري والإمام أحمد، ويحيى بن معين، والعقيلي، والخطيب البغدادي، وقال ابن رجب -بعد ما نقل قول أحمد وابن معين في ترجيح المرسل-: "وقد خلط الضعفاء في إسناده على الزهريّ تخليطًا فاحشًا، والصحيح فيه مرسل". انظر: التاريخ الكبير (٤/ ٢٢٠)، والضعفاء للعقيلي (٢/ ١٠)، وتاريخ بغداد (١٢/ ٦٤)، وجامع العلوم والحكم (١/ ٢٨٨). (١) العلل (٨/ ٢٦). قال ابن عبد البر: "لا يصح فيه عن الزهريّ إلا إسنادان: أحدهما ما رواه مالك ومن تابعه -وهم أكثر أصحاب الزهريّ- عن علي بن حسين مرسلًا، والآخر ما رواه الأوزاعي عن قرة بن حيوئيل عن الزهريّ عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مسندًا، والمرسل عن علي بن الحسين أشهر وأكثر، وما عدا هذين الإسنادين فخطأ لا يعرج عليه". التمهيد (٩/ ١٩٨). (٢) انظر: السنن، كتاب: الزهد (٤/ ٤٨٣) (رقم: ٢٣١٧) و (٤/ ٤٨٤). وقد أخرجه من هذا الوجه أيضًا ابن ماجه في السنن كتاب: الفتن، باب: كفّ اللسان في الفتنة (٢/ ١٣١٥) (رقم: ٣٩٧٦)، والقضاعي في مسنده (١/ ١٤٤)، وأبو الشيخ في الأمثال (ص: ٣٤) (رقم: ٥٤)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان) (١/ ٤٦٦) (رقم: ٢٢٩). والحديث كما تقدم صححه الدارقطني حيث قال: "والمحفوظ حديث أبي هريرة وحديث علي بن حسين مرسلًا"، وتبعه ابن عبد البر، وكذا حسّنه النووي في الأربعين (ص: ٤٥)، لكن الذي أسنده عن أبي هريرة هو قرة بن عبد الرحمن، وقد تفرد به عن الزهريّ، وأكثر الأئمة على تضعيفه. =