للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الدارقطني: "وقول هشام أشبه بالصواب" (١).

قال الشيخ: وخرّجه سليمان الطيالسي في مسند الفضل (٢).

ويشبه أن يكون هذا الحديث هو حديث عبد الله بن عباس المذكور في مسنده في قصة المرأة الخثعمية القائلة: "إنَّ فريضة الله تعالى في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحج عنه … "، اختلف في مساقه، والمعنى واحد، انظره هناك (٣).


(١) انظر: العلل (١٠/ ٤٤) إلا أن فيه "عن ابن عباس" غير مسمى.
قال ابن عبد البر: "لم يجوّد أحد من رواة ابن سيرين هذا الحديث إلا هشام بن حسان فإنه أقام إسناده وجوّده، والقول فيه قوله عن ابن سيرين خاصة في إسناده" التمهيد (١/ ٣٨٥).
قلت: وذلك لكونه من أثبت الناس في ابن سيرين كما قاله الحافظ في التقريب (رقم: ٧٢٨٩)، إلا أن هذا الطريق مع جودتها منقطعة كما تقدّم لعدم سماع سليمان بن يسار عن الفضل بن عباس.
(٢) لم أجده في القسم المطبوع منه.
(٣) تقدَّم حديثه (٢/ ٥٤٣).
ومراده من اختلاف السياق هو أن روايات ابن شهاب الواردة من طريق مالك وغيره اتفقت على أن السائلة كانت امرأة وهي الخثعمية وأنها سألت عن أبيها، وأما يحيى بن أبي إسحاق فقد اتفق الرواة عنه على أن السائل رجل، لكن اختلفوا في المسئول عنه فقال هشيم وحماد بن سلمة: "إن أبي أدركه الحج … ".
وقال ابن سيرين: "إن أمي عجوز كبيرة … "، وقال ابن عليّة: "إن أبي أو أمّي … ".
ذكر ابن حجر هذه الوجوه ثم قال: وخالف الجميع معمر عن يحيى بن أبي إسحاق فقال في روايته: "إن امرأة سألت عن أمها … " ثم ذكر وجه الجمع بين هذه الروايات فقال: والذي يظهر من مجموع هذه الطرق أن السائل رجل وكانت ابنته معه فسألت أيضًا والمسئول عنه أبو الرجل وأمه جميعًا، ثم ذكر ما يؤيِّد ذلك من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس، ويظهر من تقرير الحافظ أيضًا أن هذا الحديث هو حديث عبد الله بن عباس الوارد في قصة الخثعمية كما قاله المؤلف، وهذا ما رجّحه أيضًا ابن عبد البر.
انظر: التمهيد (١/ ٣٨٦، ٣٨٧) والفتح (٤/ ٨١، ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>