وخالف الإمامُ مالك أبا أويس في حديث يزيد بن رومان، وهو أصح. وأما حديث القاسم فقد رواه يحيى بن سعيد الأنصاري عنه وقال فيه: عن سهل حسن أبي حثمة، وتقدّم حديثه (٣/ ١٢٠). وأما تفسير المبهم في حديث يزيد بن رومان بسهل بن أبي حثمة كما ذهب إليه أبو حاتم وأبو زرعة ففيه نظر، وتقدّم في حديث سهل بن أبي حثمة قولُ أهل السير والغازي أنَّ سهلًا توفي النبيُّ ﷺ وهو ابن ثمان سنين، وتخطئة أي حاحم وأبي زرعة الرازيين. ثم إن حديث سهل بن أبي حثمة يخالف حديث الباب (المبهم)، فذكر الإِمام أحمد في المسند (٣/ ٤٤٨)، وأبو داود في السنن (٢/ ٣٢)، أن الروايتين تختلفان في السلام، ففي رواية الصحابي المبهم: أن النبي ﷺ سلّم بالطائفة الثانية، وفي رواية سهل: أنهم قضوا الركعة بعد سلامه، وهذا ما يؤيّد اختلاف المخرج، والله أعلم. تنبيه: قول المصنِّف في خوات بن جُبير: "وله قصة ذات النحيين". النِّحي في كلام العرب هو سقاء السَّمن، وذات النحيين امرأة كانت تبيع السمن، لخوات بن جبير قصة مشهورة معها قد محاها الإِسلام. انظر: الطبقات الكبرى (٣/ ٣٦٤)، الاستيعاب (٢/ ٤٥٦)، جمهرة الأمثال للعسكري (٢/ ٣٢١). (١) تقدّم حديثه (٣/ ١٢٠). (٢) لم أقف على كلام الشافعي. وذكر الشافعي في كتاب الرسالة حديث صالح بن خوّات، ثم قال: "وإنّما أخذنا بهذا دونه؛ لأنّه كان أشبهَ بالقرآن، وأقوى في مكايدة العدوّ، وقد كتبنا هذا بالاختلاف فيه وتبيّن الحجة في كتاب الصلاة، وتركنا ذكر من خالفنا فيه وفي غيره من الأحاديث؛ لأنّ ما خولِفنا فيه منا مُفْتَرِقٌ في كتبه". الرسالة (ص: ٢٤٥)، وانظر: الأم للشافعي أيضًا (١/ ٣٦١). =