الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ

لم يُسَمِّ صالِحٌ في هذه الرواية مَن حدَّثه بالحديث، وخُرِّج هكذا في الصحيحين من طريق مالك (١)، وهو حديثٌ مسنَدٌ صحيحٌ؛ لأنَّ صالحًا تابعيٌّ، سَمع سَهلَ بنَ أبي حثمة وغيرَه من الصحابة، ولا يَخفي عليه من صَحِبَ النبيَّ ﷺ وشَهِدَ معه المشاهدَ، مِمَّن يَدَّعِي ذلك كاذبًا، ولو اتهِم في مثلِ هذا لاتُّهِمَ في حديِثه.

قال الأثرمُ: قلتُ لأحمد بن حنبل: "إذا قال رجلٌ من التابعين: حدَّثني رجلٌ مِن أصحابِ النبي ﷺ (٢) ولَم يُسَمِّه فالحديثُ صحيحٌ؟ قال: نعم" (٣).

وقد رَوى هذا الحديثَ أبو أويس عبد الله، عن يزيد بن رومان، عن صالِحٍ هذا عن أبيه خَوَّات بن جُبير، -وهو من الصحابةِ مشهورٌ، وله قِصةُ ذاتِ النِّحيَين- (٤).

= ركعة … (٢/ ٣٠) (رقم: ١٢٣٨) من طريق القعنبي.
والنسائي في السنن كتاب: صلاة الخوف (٣/ ١٧١) من طريق قتيبة.
وأحمد في المسند (٥/ ٣٧٠) من طريق إسحاق الطبّاع، خمستهم عن مالك به.
(١) تقدّم تخريجه.
(٢) في الأصل: "صلى الله عليه".
(٣) تقدّم ذكر مثل هذا الكلام، وبم تثبت الصحبة، انظر: (٣/ ٥٧٤).
(٤) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ل: ٢١٥/ أ) من طريق أبي أويس به.
وذكره ابن أبي حاتم في علل الحديث (١/ ١٢٧)، وقال: قال أبو زرعة: "الصحيح من حديث يزيد بن رومان ما يقول مالك. قلت لأبي زرعة: الوهم من أبي أويس؟ قال: نعم. قال أبي: هذا خطأ، يقال: عن صالح بن خوّات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي ﷺ، وهذا الصحيح". اهـ.
وذكر أيضًا أن عبد الله بن عمر العمري رواه عن أخيه عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمَّد عن صالح بن خوّات عن أبيه عن النبي ﷺ.
قال: قال أبو زرعة: "هذا خطأ، إنما صالح بن خوّات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي ﷺ. قلت: الوهم ممّن هو؟ قال: مِن العمري". علل الحديث (١/ ٧٨).
قلت: وحديث العمري أخرجه الشافعي في الرسالة (ص: ٢٤٤) قال: أخبرنا من سمع عبد الله بن =