قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يعقوب بن عبد الله بن جعدة بن هبيرة؛ أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(٤/ ٢/ ٢٠٩) من رواية عثمان بن عبد الرحمن الحراني أيضاً عنه؛ لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول الحال.
وعبد الله بن عبد الله - وهو الأموي - لين الحديث؛ كما في "التقريب".
٤٥٤٩ - (من استمع إلى قينة؛ صب في أذنيه الآنك يوم القيامة) .
باطل
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" - كما في "الجامع الصغير" - عن أنس. ولم يتكلم المناوي عليه بشيء، وكأنه لم يقف على إسناده، وكذلك أنا لم أقف عليه حتى الآن.
ثم راجعت له ترجمة محمد بن المنكدر أحد رواته - كما يأتي - في "تاريخ دمشق" لابن عساكر، وهي حافلة (١٦/ ١٨-٣٤) ؛ فلم أره فيها.
لكن في "المنتخب" لابن قدامة (١٠/ ١٩٧/ ١) : أن أبا عبد الله سئل عن حديث ابن المبارك عن مالك عن ابن المنكدر عن أنس مرفوعاً ... فذكره، وقيل له: رواه رجل بحلب، وأحسنوا الثناء عليه؟ فقال: هذا باطل.
قلت: وفيه إشارة قوية إلى أن علة الحديث: الرجل الحلبي الذي لم يسم.
ولعله اختلط عليه بحديث آخر؛ هو قوله - صلى الله عليه وسلم -:
"من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون؛ صب في أذنه الآنك يوم القيامة".
أخرجه البخاري وغيره، وهو مخرج في "غاية المرام"(٤٢٢) .
ومما تقدم؛ تعلم خطأ ما نقله ابن حجر الهيتمي في "كف الرعاع"(ص ٢٧) عن بعض فقهاء الشافعية: أن الحديث صحيح!