وأقول: لقد وهم ابن الجوزي والمعلق عليه؛ فليس الحديث من رواية أحد من الإسماعيليين، وانما هو المشمعل بن عبد الله - كما تقدم -.
والآخر: ما نقله عن يحيى - وهو: ابن معين - ليس هو في (عمرو بن قيس السكوني) .. فهذا ثقة بلا خلاف، وانما هو في (عمرو بن قيس بن يسير بن عمرو) - كما في " كامل " ابن عدي وغيره -.
وبالجملة، فهذا الإسناد ضعيف جداً، ولقد عجبت من ابن الجوزي كيف اقتصر عليه، ولم يروه غير ابن عدي، وفاته حديث ابن عمرو، وقد رواه ذلك الجمع الغفير من الحفاظ؟!
وأعجب منه احتجاج الخطيب وغيره بهذا الحديث الضعيف على أن الحمام لم يكن بالمدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ مخالفين في ذلك حديث أم الدرداء الكبرى الصريح بأن النبي صلى الله عليه وسلم لقيها وقد جاءت من الحمام، فقال لها صلى الله عليه وآله وسلم:
"ما من امرأة تنرع ثيابها في غير بيتها؛ إلا هتكت ما بينها وبين الله من ستر ".
وهو حديث صحيح جاء عنها من ثلاثة طرق؛ أحدها حسن على الأقل - كما تراه محققاً مبسطاً في " الصحيحة "(٣٤٤٢) -.
والحديث يرويه أيضاً مسلمة بن علي: ثنا الزبيدي عن راشد بن سعد عن المقدام بن معدي كرب مرفوعاً.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "(٢٠/ ٢٨٤/ ٦٧١) .
وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته مسلمة بن علي - وهو: الخشني -، وهو