والأخرى: عنعة الوليد بن مسلم، فإنه كان يدلس تدليس التسوية، وهو أن يسقط شيخ شيخه، أي: شيخ الأوزاعي، فقد جاء في ترجمته:
عن الهيثم بن خارجة قال: قلت للوليد بن مسلم: قد أفسدت حديث الأوزاعي! قال: وكيف؟ قلت: تروي عنه عن نافع، وعنه عن الزهري، وعنه عن يحيى - يعني: ابن كثير - (١) وغيرك يدخل بين الأوزاعي ونافع (عبد الله بن
عامر الأسلمي) ، وبينه وبين الزهري (قرة) ، فما يحملك على هذا؟ فقال: أُنبَّلُ الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء! قلت: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء المناكير - وهم ضعفاء - فأسقطتهم أنت، وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الأثبات، ضعف الأوزاعي! فلم يلتفت إلي قولي!
ذكره العلائي في "المراسيل"(ص ١١٨) ، والحافظ في "التهذيب" ومن قبله الذهبي في "السير"(٩/٢١٥) ، ومن قبله المزي في " تهذيبه"(٣١/٩٧) ، ومن قبلهم ابن عساكر في "التاريخ"(١٧/٩٠٦) .
وذكروا نحوه عن الإمام الدارقطني.
وإذا عرفت هذا، وأن الوليد كان يدلس تدليس التسوية أيضاً، فمن الغريب أن لا يفصح الذهبي في كتبه عن ذلك! ومنها:"السير"، فقال فيه:
ثقة حافظ، لكنه رديء الحفظ، فإذا قال: حدثنا، فهو حجة".
ومثله قوله في "الكاشف":
(١) كذا في "السير" أيضاً، دون قوله: "يعني"، وهذا موافق لما في إسناد حديثنا، وفي المصادر الأخرى (يحيى بن سعيد) . فالله أعلم.