عرفة ثنا كثير بن هشام الجزري عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن
ــ
قال النووي في "الأذكار" [(١/ ٣٧٨ - بتحقيقي)]: "صحيح أو حسن، لكن ميمونًا لم يدرك عمر"، فمشى على ظاهر السند!!.
وعلته: أن الحسن بن عرفة رواه عن كثير؛ فأدخل بينه وبين جعفر رجلًا ضعيفًا جدًا، وهو عيسى بن إبراهيم الهاشمي، كذا أخرجه ابن السني والبيهقي من طريق الحسن. فكأن جعفرًا كان يدلس تدليل التسوية؛ إلا أني وجدت في نسختي من ابن ماجه تصريح كثير بتحديث جعفر به، فلعل كثيرًا عنعنه، فرواه جعفر عنه بالتصريح؛ لاعتقاده أن الصيغتين سواء من غير المدلس، لكن ما وقفت على كلام أحد وصفه بالتدليس؛ فإن كان الأمر؛ كما ظننت أولًا، وإلا فيسلم جعفر من التدليس، ويثبت التدليس في كثير، والله أعلم" أ. هـ.
وتعقبه شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (٣/ ٥٥) بقوله: "لكن أحدًا لم يصف أيضًا بالتدليس كثيرًا هذا؛ فالأقرب أن جعفرا وهم في سنده؛ فأسقط عيسى منه؛ كما سبق مني؛ فإنه موصوف بالوهم؛ كما عرفت من "تقريب" الحافظ، وسلفه في ذلك ابن حبان؛ فانه قال فيه في "الثقات" [(٨/ ١٦١)]: "كتب عن ابن عيينة، ربما أخطأ"" أ. هـ.
وقال - رحمه الله - (٣/ ٥٤ - ٥٥) عن إسناد المصنف: "وعيسى هذا؛ قال فيه البخاري والنسائي:"منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"متروك الحديث"، فلعله سقط من رواية جعفر بن مسافر وهمًا منه، فقد قال فيه الحافظ:"صدوق، ربما أخطأ"، ثم رجعت إلى "التهذيب" فرأيته قد تنبه لهذه العلة ... ". ثم ذكر - رحمه الله - كلامه آنف الذكر والذي نقلته عنه من "التهذيب".
ومن هنا تعلم أن الحافظ - رحمه الله - لم يستحضر كلامه هذا الذي قاله في "التهذيب"، و"نتائج الأفكار" في كتابه الآخر "فتح الباري"، فإنه قال فيه (١٠/ ١٢٢): "وأخرج ابن ماجه -بسند حسن!! لكن فيه انقطاع- عن عمر (وذكره)".
ولعله اغتر بكلام النووي في "الأذكار" وقلده فيه.
وقد أعلَّه بالانقطاع بين ميمون بن مِهران وعمر جمع من أهل العلم؛ لكن فاتهم التنبيه على العلَّةِ الخفية التي أشرنا إليها آنفا:
فقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٢/ ٢١): "هذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا أنه منقطع؛ قال العلائي -في المطبوع: العلامي، وهو تصحيف- في "المراسيل" [(ص ٢٨٩)]، والمزي في "التهذيب" [(٢٩/ ٢١١)]: إن رواية ميمون بن مهران عن عمر مرسلة" أ. هـ.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (٤/ ٣٢٢): "رواته ثقات مشهورون؛ إلا أن ميمون بن مهران لم يسمع من عمر" أ. هـ.