جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال
ــ
قلت (الألباني): فالحديث من مناكيره، لا من مناكير شيخه جعفر، فما قاله ابن المديني فيه نظر. هذا وقد كنت حسنت الحديث فيما علقته على "المشكاة" (رقم ٢٢٥١ - ٢٢٥٢) وكانت تعليقات سريعة لضيق الوقت، فلم يُتح لي -يومئذ- مثل هذا التوسع في التتبع والتخريج الذي يعين على التحقيق والكشف عن أخطاء الرواة، وأقوال الأئمة فيهم وفي أحاديثهم المنكرة منها. والله تعالى هو المسؤول أن يغفر لي خطئي وعمدي، وكل ذلك عندي" أ. هـ كلامه - رحمه الله -.
وقد توبع قطن بن نسير! تابعه سيار بن حاتم: ثنا جعفر بن سليمان به: أخرجه البزار في "مسنده" (٤/ ٣٧/ ٣١٣٥ - "كشف الأستار"): حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني: ثنا سيار به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ١٥٠): "ورجاله رجال الصحيح، غير سيار بن حاتم؛ وهو ثقة! ".
ونقله عنه هذا المُناويُ في "فيض القدير" (٥/ ٣٥٤) وأقره.
قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (٣/ ٥٣٨ - ٥٣٩): "وفي ذلك كله نظر، فإن سيارًا هذا حاله مثل حال قطن تمامًا، وقد أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: "قال القواريري: كان معي في الدكان، لم يكن له عقل، قيل: أتهمه؟ قال: لا، وقال غيره: صدوق سليم الباطن".
فهو من الضعفاء الذين لا يحفظون، فيقعون في الخطأ، ولا يتعمدونه. ثم هو من الرواة عن جعفر بن سليمان شيخ قطن في هذا الحديث" أ. هـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "زوائده" (ص ٣٠٥): "وإسناده حسن".
قال شيخنا - رحمه الله - (٣/ ٥٣٩): "وفيما قاله نظر من وجهين:
الأول: مخالفته للذين أرسلوه، منهم صالح بن عبد الله -وهو الباهلي الترمذي، والقواريري، واسمه عبيد الله بن عمر- وكلاهما ثقة.
والآخر: أن سيارًا فيه ضعف، كما تقدم عن القواريري، وقد أشار إلى ذلك الحافظ نفسه بقوله فيه في "التقريب": "صدوق له أوهام".
فمن كان مثله في الوهم لا يرجح وصلُه على إرسال من أرسله من الثقات؛ كما لا يخفى على عارف بعلم مصطلح الحديث، بل لو قيل فيه: إنه لا يحتج به مطلقًا ولو لم يخالف لم يكن بعيدًا عن الصواب. وإلى ذلك يشير كلام الحافظ في مقدمة كتابه المذكور في فصل (المراتب).
لا يقال: قد تابعه قطن بن نسير؛ كما تقدم؛ لأننا نقول: قد عرفت من قول ابن عدي المتقدم فيه: إنه يسرق الحديث ويوصله، فمن الممكن أن يكون سرقه من سيار هذا. والله سبحانه وتعالى أعلم". أ. هـ كلامه بطوله - رحمه الله -.