أوردني الموارد؛ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب (١) اللسان".
ــ
وأخرجه الدارقطني في "العلل" (١/ ١٦٢)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (١/ ٢٤٠/ ١)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤/ ٢٤٤ / ٤٩٤٧) بطرق عن موسى به.
وأخرجه ابن المقرىء في "معجمه" (٢٤٥/ ٨٢٣)، وأبو نعيم الأصبهاني في "تسمية الرواة عن سعيد بن منصور" (٦١/ ٢٥) من طريق الحر بن إشكاب عن أبيه به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (١٣)، و"الورع" (٩٢) - ومن طريقه الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (١/ ٢٤٠/ ٢) -، والدارقطني في "العلل" (١/ ١٦٢)، وأبو بكر بن النقور في "الفوائد الحسان" (٤٩/ ١٣)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (١/ ٢٤١ / ٣) من طريق عبد الرحمن بن زبان الطّائي عن عبد الصمد بن عبد الوارث به.
قلت: هكذا رواه عبد الصمد بن عبد الوارث -وهو صدوق- عن الدراورديِّ به مرفوعًا.
وخالفه: عُبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري؛ فرواه عن الدراورديِّ عن زيد بن أسلم به دون المرفوع.
وعبيد الله هذا؛ ثقة ثبت، أوثق بكثير من عبد الصمد بن عبد الوارث؛ فروايته أصح، على أن عبيدَ الله بن عمر لم يتفرد به؛ فقد تابعه عبد الله بن عمران العابدي عن الدراوردي به دون المرفوع:
أخرجه الدارقطنيُّ في "العلل" (١/ ١٦٢)، و"الأفراد" (ق ١١/ ب- ق ١٢/ أ)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (١/ ٢٤٦ / ١٠).
وعبد الله بن عمران العابدي؛ صدوق مُعَمَّر، كما في "التقريب".
ولذلك قال الدارقطني - رحمه الله - في "العلل" (١/ ١٦٠) -عن رواية عبد الصمد-: "ووَهِمَ فيه على الدراوردي، والصواب عنه عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر اطّلع على أبي بكر -وهو آخذ بلسانه- فقال: "هذا أوردني الموارد" أ. هـ.
والمرفوع من الحديث: إنما رواه الدراورديُّ عن زيد بن أسلم: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: (فذكره) مرسلًا؛ -وهو الصحيح-.
أخرجه الدارقطنيُّ في "العلل" (١/ ١٦٢)، و"الأفراد" (ق ١٢/ أ)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (١/ ٢٤٦).
ولذلك قال ابن صاعد: "هكذا قال عبد الصمد؛ فأدرج الحديث المسند في الحديث الموقوف، وقد فصّله لنا عبد الله بن عمران العابدي".
قلت: وهو الذي صوَّبه الحافظ الدارقطني في "العلل" (١/ ١٦٠ و ١٦٢).
وقال الخطيب في "الفصل للوصل" (١/ ٢٤٢): "أما المسند المذكور في هذا
(١) في هامش "ل": "قال: ذرب اللسان: إذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال".