للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تَغُورُ، وَتِجَارَةٌ لا تَبُورُ (١)، أَقْسَمَ قسٌّ حَقًّا لَئِنْ كَانَ فِي الأَمْرِ رِضًا (٢) لَيَكُونَنَّ سَخَطًا (٣)، وَإِنَّ لِلَّهِ دِينًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ دِينِكُمُ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، مَا لِي أَرَى النَّاسَ يَذْهَبُونَ فَلا يَرْجِعُونَ؟ أَرَضَوْا (٤) فَأَقَامُوا؟ أَمْ تُرِكُوا فَنَامُوا؟ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:

فِي الذَّاهِبِينَ الأَوَّلِينَ … مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بَصَائِرْ

لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا (٥) … لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ

وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا … يَمْضِي الأَكَابِرُ وَالأَصَاغِرْ

لا يَرْجِعُ الْمَاضِي إِلَيَّ … وَلا مِنَ الْبَاقِينَ غَابِرْ


(١) إشارة إلى قوله تعالى: ﴿تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر: ٢٩].
(٢) رضا اسم كان مؤخرًا مرفوع بكان وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو المحذوفة لالتقاء الساكنين والأصل: رِضَوٌ تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين على وزن فِعًا.
(٣) الصواب سخط؛ لأنه فاعل يكون التامة أي: ليحدثن سخط.
(٤) رضوا بضم الضاد والأصل رَضِيو فعل ماض معتل ناقص واوي والأصل رضوو من الرضوان قلبت الواو ياءً لتطرفها تطرفًا حكميًا بعد كسرة فصارت رضو ثم استثقلت الحركة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان الياء وواو الجماعة، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وضم ما قبل واو الجماعة للمناسبة.
ومثل ذلك نَسُو وبَقُو إلا أن نسي وبقي ناقصان ياءيان.
(٥) مواردًا ممنوع من الصرف لصيغة منتهى الجموع وصرف للضرورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>