وهذا إسناد جيد لو كان هلال سمع الجريري قبل اختلاطه، فقد ترجمه البخاري في الكبير ٨/ ٢١٠ ولم يورد فيه جرحا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٩/ ٧٧، وقد روى عنه جمع، وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان ٥٧٦/ ٧، وقال الحافظ في التقريب: "مقبول" .. وانظر" جامع الأصول" ٨/ ٦٤٠ - ٦٤١. وألبداية والنهاية ٧/ ١٧٨. وقوله: نشدتكم بالله، قال ابن الأثير في النهاية ٥/ ٥٣: "يقال: نشدتك الله، وأَنْشُدُكَ الله، وبالله، وناشدتك الله وبالله، أي سألتك وأقسمت عليك ... وتعديته إلى مفعولين إما لأنه بمنزلة دعوت، حيث قالوا: نشدتك الله، وبالله. كما قالوا دعوت زيداً وبزيد، أو لأنهم ضمنوه معنى (ذَكَّرْتُ). فأما أَنْشَدْتُكَ بالله، فخطأ". وقال الحافظ في الفتح ٥/ ٤٠٨: "وفي هذا الحديث من الفوائد مناقب ظاهرة لعثمان -رضي الله عنه-. وفيها جواز تحدث الرجل بمناقبه عند الاحتياج إلى ذلك لدفع مضرة أو تحصيبن منفعة، وإنما يكره ذلك عند المفاخرة والمكاثرة والعجب".