وأورد أبو عبيد الحديث في "غريب الحديث" ٣/ ٢١٧ "فقال: ادفنوني في ثوبي هذين فإنما هما للمُهل والتراب". ثم قال: "المُهْل في هذا الحديث الصديدُ والقيح، والمهل في غير هذا كل فِلَز أذيب ... ". وقال الأصمعي: "حدثني رجل- وكان فصيحاً - أن أبا بكر قال: (فإنما هما لِلْمَهْلَةِ والتراب) - بالفتح". وقال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" ١/ ٣٨٩: "قوله: (إنما هو للمهلة) رويناه بضم الميم، وكسرها، وفتحها. ورواية يحيى بالكسر، وفي رواية ابن أبي صفرة عنه بالفتح. قال الأصمعي: المهلة- بالفتح-: الصديد، وحكى الخليل فيه الكسر. وقال ابن هشام: المهل- بالضم-: صديد الجسد ... ". وقال ابن حبيب: "هو بالكسر: الصديد، وبالفتح: التمهل، وبالضم: عكر الزيت، والمراد هنا الصديد". وقال الحافظ في "فتح الباري" ٣/ ٢٥٤: "ويحتمل أن يكون المراد بقوله: (إنما هو) أي: الجديد، وأن يكون المراد (بالمهلة) على هذا: التمهل، أي: إِن الجديد لمن يريد البقاء. والأول أظهر. ويؤيده قول القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: (كُفن أبو بكر في ريطة بيضاء، وريطة ممصرة، وقال: إنما هو لما يخرجُ من أنفه وفيه). أخرجه ابن سعد. وله عنه من وجه آخر: (إِنما هو للمهل والتراب)، وضبط الأصمعي هذا بالفتح". (١) إِسناده صحيح، والمقرىء هو عبد الله بن يزيد، والحديث في الإحسان ٥/ ١٦ - ١٧ برقم (٣٠٢٥). =