للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد ذلك سلم الموظف المذكور قنديلا آخر ليعلق فى الحجرة النبوية المعطرة حسب التعليمات، وأرسل إلى المدينة المنورة وفى رفقته كثير من الموظفين لتبليغ محافظ المدينة المنورة، بالأمر والإسراع فى اتخاذ ما يلزم إجراؤه.

والسلطان مراد خان الثالث أول من نال من السلاطين العثمانيين شرف تعليق القناديل فى الحرمين الشريفين. وبعد ما أرسل ذلك السلطان المغفور له ثلاث قناديل أرسل مع دفتردار مصر إبراهيم بك قنديلا عجيب الشكل مصنوعا من الذهب الخالص.

وكان فى داخل هذا القنديل عرضحال مسطور بيد السلطان وملفوف بمنديل مزركش بالذهب، ووصل القنديل المذكور إلى مكة المعظمة فى سنة ٩٩٨ فى أوائل شهر المحرم وعلق فى داخل بيت الله.

وأرسل السلطان «أحمد خان» الأول فى سنة ١٠٣٤ قطعتين من الماس (١)، على أن تعلقا فى داخل الكعبة المعظمة.

وأرسلت والدة السلطان عبد العزيز خان بن السلطان محمود الغازى كثيرا من الشمعدانات على أن تعلق بعضها أمام المقامات الأربعة وبعضها فى الساحة الرملية للحرم الشريف، وأحال داخل المسجد الحرام إلى سماء ذات نجوم زاهرة وذلك فى سنة ١٢٨٩ هـ‍.

وقد أرسلت إلى بيت الله أشياء أخرى نفيسة وغالية غير ما ذكر ولكن مع مرور الوقت نسى واقفوها ومهدوها وأسماؤها ولهذا لم يكن فى الإمكان التحقق من شخصياتهم.

قد أفتى علماء السلف بخصوص تزيين الكعبة بالمعلقات المصنوعة من الذهب أو الفضة على وجهين أحدهما بالتحريم والآخر بالجواز. وعلى هذا التقدير فإن تزيين بيت الله والحجرة النبوية المعطرة بناء على ذلك جائز.


(١) وكانت قيمة هذه الهدية تساوى (٨٠٠٠) قطعة ذهبية وكانت غاية فى جمال الشكل والصنع، وقد أرتئى إهداؤها إلى الحجرة النبوية المعطرة من قبل السلطان ولذلك أرسلت إلى المدينة المنورة، ووضعت فوق الكوكب الدرى الذى يلمع فوق الجهة الجنوبية.

<<  <  ج: ص:  >  >>